عبدالوهاب بن حسن القحطاني
مع تباشير صباح يوم أمس الأربعاء 26 من شهر رمضان المبارك، أصدر ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الملك المؤتمن على أمن هذه البلاد وأمان شعبها، أوامر ملكية سامية عدة، كان أولها إعفاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من مناصبه كافة، واختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليًّا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، مع استمرار سموه وزيرًا للدفاع.
ونحن نعيش فرحة الأوامر الملكية الكريمة لا يسعنا إلا أن نتقدم لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بخالص التهنئة على هذه الثقة الغالية، والمسؤولية الكبيرة التي هو - إن شاء الله - أهل لها، ونقدِّم لسموه بيعتنا وولاءنا له على السمع والطاعة في اليسر والعسر، والمنشط والمكره، وندعو الله - جل في علاه - أن يمكِّن سموه من أداء أعماله كافة بما عرفه عنه القاصي والداني من جهد دؤوب، وحماس منقطع النظير، ورؤية ثاقبة نحو المستقبل المشرق لخير وازدهار هذا الوطن ومواطنيه.
إنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان يمثل جيل الشباب من أسرة آل سعود الكرام؛ فهو شاب أجمع كل من عرفه على حصافته، واتقاد ذكائه ونشاطه.. يواصل عمله الليل بالنهار دون كلل أو ملل، حاضر الذهن وسريع البديهة، متواضع أشد التواضع؛ يحترم ويقدر الكبار، ويلم بحنوه وعطفه الصغار، مستمع جيد، ومتحدث بليغ ومفوه.. اجتمعت في سموه الكثير من صفات القادة والزعماء من حسن الإدارة والتخطيط والحنكة السياسية والاقتصادية والمعرفية.. كيف لا وهو عراب ومهندس رؤية 2030، الذي سيعبر من خلالها باقتصاد المملكة العربية السعودية إلى مسارات الريادة وآفاق المعرفة والابتكار.
إن هذا الاختيار الموفَّق لسمو الأمير محمد بن سلمان، الذي جاء بإجماع 31 صوتًا من أصل 34 صوتًا، وبالأغلبية العظمى، جاء لتحقيق الوحدة واللحمة الوطنية، والتآزر على الخير - كما ورد في نص الأمر الملكي الكريم - وانطلاقًا من المبادئ الشرعية التي استقر عليها نظام الحكم في المملكة، ورعاية لكيان الدولة ومستقبلها، وضمانًا - بعون الله - لاستمرارها على الأسس التي قامت عليها لخدمة الدين ثم البلاد والعباد.
والمفرح حقًّا هو ما شاهدناه من انكباب سموه بالتقبيل على يدي أخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الذي قدَّم لسموه البيعة مقرونة بالدعاء بأن يوفِّقه الله لأداء مهام عمله الجديد، بعد أن أبلى سمو الأمير محمد بن نايف بلاء لا ينكره أي منصف في القضاء على الإرهاب، ولا نملك إلا أن نشكر سموه، ونقدر له صنيعه وعمله طيلة السنوات الماضية؛ فقد سكن في قلوب محبيه من المواطنين؛ لأنه بات ساهرًا على أمنهم، ودرعًا لوطنهم.
ومن هنا فإن ما عرفناه عن أسرة آل سعود الكرام تجسَّد حقيقة جلية وواضحة في هذه الصورة المؤثرة التي عبَّرت في واقع الأمر عن رسالة، شرحت وأبانت حقيقةً، لطالما أزعجت - ولا تزال - مثيري الفتن القابعين في جحورهم على قادة بلادنا. هذه الفئة التي سلّمت ولاءها للغير قد اكتنزت صدورهم حقدًا وغلاً على بلادنا وقادتها وشعبها.. فأتت هذه الصورة تقول للعيان بجلاء إن أسرة آل سعود منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- يعملون بكل جهدهم لخدمة هذا الكيان الإسلامي الكبير (المملكة العربية السعودية)، والحفاظ عليها، والسعي لتحقيق وحدتها وأمنها واستقرارها، والعمل على عزة الشعب السعودي ورفعتهم بين سائر الأمم.. وهي رسالة وعبرة للغير بالكيفية السهلة الهادئة والسَلِسَة التي انتقلت بها ولاية العهد من خلال إرث تاريخي وحضاري راسخ منذ قرون عدة، يشير إلى قوة ومتانة البيت السعودي الحاكم لهذه لبلاد من أسرة آل سعود.
إنَّ المملكة العربية السعودية وأبناءها في وبين أيدٍ أمينة، وعيون ساهرة من رجال أسرة كرام، يعملون بلا منّة من أجل خدمة الدين، وراحة ضيوف بيت الله الحرام، ومسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكي تكون المملكة وأبناؤها دارًا للعزة والفخر، وأرضًا صلبة للنماء، وشجرة يانعة لاستمرار وتدفق العطاء، وسدًّا منيعًا أمام كل عدو متربص بها.
حفظ الله لنا قيادتنا ممثلة في قائدنا وراعي نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ونسأل الله تعالى أن يرزقهما البطانة الصالحة، وأن يحفظ وطننا، ويديم عليه نعمة الأمن والاستقرار.