أكتب هذه المرة كي أخبر نفسي المنهكة بأن الانكسار هو الرضا بالانكسار، وأن الهزيمة هي أن توقفنا الهزيمة، وأن السقوَطَ هو أن نظل ساقطين إلى الأبد. أسوأ ما يصيب المرء منا هو شعوره باليأس وإحساسه المرير بالهزيمة. والكتابة تعتبر نضالا وانتصارا للقلم الحر الذي يأبى أن ينكسر أو يلين؛ فالحروف هي تحرير للعقول والقناعات الفاسدة، إنني أكتب لأن الكتابة مقاومة، كفاح، افتخار، اندفاع للتميز، رقي للأفكار.
فكل كلمة تساعد المرء منا على المقاومة هي جزء أصيل نحتاج إليه في رحلتنا للكفاح في الحياة.
إن هذه المقالة هي جزء من نفسي، كتبتها دون جهد أو بحث كعادتي حيث أيقنت بأن الهزائم التي نمر بها هي نافذة النصر في التبصر والمثابرة والريادة من أجل إحراز النصر ضد تلك الهزائم التي تأتينا من داخلنا دون دافع أو مقاومة لمعالجة هزيمتنا النفسية ضد مشاعر الإحباط والتبلد والتفكير السلبي تجاه الحياة. إن الهزيمة من وجهة نظري هي أن نعيش في دوامة من الأخطاء المتكررة والمتشابهة والعثرات المستمرة، الهزيمة الحقيقية ليست أن تخسر تجارتك ومالك بل أن تخسر ثانية وثالثة بنفس الطريقة وبنفس الأخطاء. الهزيمة ليست في أن تكون فقيرا معدوما بل أن تبقى كذلك للأبد.
ببساطه فإن الهزيمة هي أسلوب حياه وليست موقف يحدث لك في الحياة.
إن «مواقف الهزيمة» يمكن أن تجعلنا أكثر قوةً وأعظم شأناً.
فها هو طه حسين عميد الأدب العربي لم يمنعه فقد بصره وانكساره في بداية حياته حتى أصبح من أعظم الكتاب العرب وارتقى حقيبة المعارف كوزير للتربية والتعليم في مصر.
ومثال آخر لعدم الانكسار والتحدي والصبر هو عالم الفيزياء النظرية ومكتشف نظرية الثقوب السوداء ستيفن هوكينج حيث أنه أصيب بمرض العصب الحركي وهو شاب ولم يمنعه شلله التام من المضي قدماً في أبحاثه ونظرياته التي أجابت على العديد من التساؤلات المتعلقة بالكون ونشأته.
إن التعلم من الأخطاء والتخلي عنها والقفز فوقها من أهم مقومات الحياة التي نحياها.
لحظه الهزيمة؟
هي التي تشعر بعدها بأنك تلقيت ركلة مؤلمة لأنك تقف في المكان الخاطئ، وتقوم بالعمل الخاطئ لتصل بعد كل هذا إلى الجهة الخاطئة. نعم كل منا يمر بلحظة هزيمة بين حين وآخر، ولكن القضية ليست في لحظة الهزيمة، وقوة وقوعها، وأثرها ووجعها؟
القضية في عمر الهزيمة وطول مدة الانكسار والفترة التي يعيشها الفرد من الشعور بالإحباط والفشل.
إن الهزيمة الحقيقية هي الرضا بالهزيمة. فاعترِف بالهزيمة ولكن لا تخضع لها، وتذكر أن أي هزيمة هي موقف عابر يجب أن تواجهه وتتغلب عليه وليست حالة تستسلم لها.
فالحياة تعلمنا أن النصر يناله الشخص الذي يتحمل الكم الأكبر من ضرباتها دون أن ينهزم.