سعد الدوسري
منذ زمن الطيبين وحتى اليوم، لا تزال فكرة ملاحقة سيارة الإسعاف، حاضرة في أذهان كل من يقود سيارة في شوارعنا.
وسبق أن تسبب هذا الأمر، في حوادث عديدة، أدت لتعطيل عملية إنقاذ المريض.
وقبل ذلك، فإنّ سائق السيارة، يماطل ما استطاع في إفساح الطريق لمركبة الإسعاف، وهو يعرف تمام المعرفة، أنها تحمل مريضاً بين الحياة والموت.
وما قبل هذا وذاك، فإنّ الأهالي عندما يتصلون، عبر هواتف بيوتهم، برقم خدمة الإسعاف 997، فإنهم لا يملكون أدنى فكرة، عما يندرج وعما لا يندرج، تحت هذه الخدمة، إلى درجة أنّ البعض يظنون بأنّ سيارة الهلال الأحمر السعودي، هي «أوبر» أو «كريم» طبية!!
إنّ ثقافة الإسعاف الطبي في مجتمعنا قاصرة أشد القصور، ولن أبالغ إذا قلت إنّ هناك وزراء خدمة وإعلاميين ومثقفين كباراً، لا يعرفون كيف ينقذون مريض أزمة قلبية أو غريقاً، فكيف بالمواطنين العاديين؟! والمسؤولية هنا تقع بالكامل، على وزير الصحة، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر السعودي، الذي يشعر بهذا القصور الشديد، ولا يقدم حلولاً كافية له.
ولعل اقتراحي بتشكيل فريق عمل، من متخصصين في مجال الثقافة والإعلام الطبي، سيكون كفيلاً بوضع خطة وطنية لرفع الثقافة الإسعافية.
كم أتمنى لو يخصص وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، جزءًا من وقته للالتقاء ببعض هؤلاء المتخصصين، لكي يطرحوا رؤاهم حول إمكانية رفع وعي المواطن والمقيم، في قضايا مثل طب الطوارئ.