د.دلال بنت مخلد الحربي
تملك المملكة العربية السعودية سجلاً حافلا في المجالات الإنسانية يصعب أن تنافسها عليها أي دولة عربية أو إسلامية، وهذا السجل الثري يقدم صورة نموذجية لدولة كانت سندا للعرب والمسلمين على مدى فترة طويلة خاصة، في فترات الاستعمار، وكذا في أزمان الاضطرابات والمشكلات التي كانت تواجه الأقليات المسلمة في بلدانها، ومن يسترجع سيجد أن المملكة كانت سنداً للشعوب المغاربية (المغرب والجزائر وتونس وليبيا) في فترات كفاحها ضد الاستعمار، فمن ينسى ماقدمته للجزائر في ثورتها ضد فرنسا، ومن لا يتذكر عشرات الآلاف من الفارين من الاضطهاد والمجاعات في دول إفريقية كانت المملكة الملجأ والملاذ لهم، ولعلها الدولة الوحيدة التي استقبلت ذات يوم الآلاف من المسلمين الفارين من الحكم الشيوعي الجائر في بلدان وسط آسيا مثل: أوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان وقازاقستان.
وليس ببعيد عنا مأساة مسلمي بورما (الروهينجا) الذين آوتهم المملكة وقدمت كل المساعدات الإنسانية لهم، ولا زالت تدعم قضيتهم العادلة ضد حكومة مينمار.
التاريخ يحفل بكثير من المعلومات عن الدور الإنساني العظيم للملكة في استقبال المهاجرين، ودعم المظلومين المضطهدين من أبناء المسلمين والاحتفاء بهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وكانت المساندة الأكبر والدائمة للقضية الفلسطينية، وهناك عشرات الكتب التي ترصد ذلك وتبين ماقدمته وتقدمه للقضية الفلسطينية التي تعد مسألة لايمكن المزايدة عليها..
أشعر أن هذا الموضوع مغيب، لا أعرف هل هو جهل من إعلامنا، أو عدم اعتراف بأهمية هذا النمط من الأعمال الإنسانية التي تفاخر بها الأمم.
في زمن الإعلام نحتاج أن نذكر دون مِنْه أننا دولة العروبة والإسلام بتاريخنا الحافل الذي يصعب أن تقترب منه أي دولة عربية أخرى.