فهد بن جليد
مُشاركة 7 آلاف فتاة سعودية في فعالية رياضية واحدة نظمت على مدى 5 أيام في الأحساء، وفي شهر رمضان المبارك رغم الوقت الضيق تحت شعار (الحركة بركة)، دليل على مدى شغف النساء الكبير لدينا وحاجتهن الماسة لمراكز وأندية مُتخصصة ومناسبة لمُمارسة الرياضة والمشي والحركة البدنية فيها بخصوصية، بعيداً عن المشاهد اليومية المؤلمة لطوابير النساء وهن يمشين على الأرصفة وفي المساحات الخالية، لنفض الخمول والكسل ومُحاربة السمنة.. هذه فرصة تجارية سانحة لسيدات الأعمال قبل رجال الأعمال، لافتتاح مشاريع ومراكز رياضية وبدنية نسائية مناسبة، وهن الأقدر والأقرب والأجدر لفهم الاحتياج الرياضي والبدني وتهيئة الظروف المُلائمة للمرأة السعودية، خصوصاً وأن أسعار الاشتراك في المراكز النسائية الرياضية الموجودة حالياً في بعض المدن الكبرى مبالغ فيها، وتكلفتها مرتفعة جداً، نتيجة شح وندرة هذه المراكز.
لا ألوم المرأة في مجتمعنا عندما تستفيد من وجودها في السوق أوالمول لتتحرك بسرعة وعشوائية وتنتقل من مكان إلى آخر، ومن ثم تعود لنفس المكان الأول باحثة عن احتياجها ومُمارِسةً لنوع من الرياضة البدنية، بقطعها مسافات كبيرة من أقصى المول إلى أقصاه، سنين طويلة غابت فيها المرأة السعودية -للأسف- عن خطط العمران والمشهد البدني أو الحركي الرياضي، فلم تكن هناك أماكن كافية ومخصصة تتحرك فيها النساء بخصوصية وراحة، وهو ما أنتج لنا أرقاماً ونسباً مُخيفة حول السمنة وأمراض وأعراض الخمول، ولعلنا نذكر أول حراك بدني للمرأة من هذا النوع في الرياض الذي كان ينحسر إمَّا في حي السفارات الدبلوماسي بوجود مساحات وممرات طويلة وخاصة وبعض المراكز النسائية، أو ما كان يعرف بـ (شارع الحوامل) الذي لم يعد لهن بعد أن غزاه الرجال كذلك.
علينا الاعتراف أننا عانينا فترة طويلة من نقص حاد في وجود أماكن مناسبة لتمارس النساء فيها رياضة المشي، أو حتى القيام ببعض الأنشطة البدنية أو الرياضية الضرورية لصحة جيدة ولمُحاربة السمنة في المجتمع بشكل صحيح، فصعوبة الحصول على ترخيص سابقاً جعلت بعض المشاغل أو ما في حكمها من المراكز النسائية تتطفل على هذا النشاط وتقدم مثل هذه الخدمة بشكل غير مناسب.
دخول الرياضة إلى المدارس والجامعات، ومنح تراخيص لتشغيل مراكز رياضية نسائية، ووجود وكيلة لرئيس هيئة الرياضة للقسم النسائي، كل هذا الحراك سيغير المشهد وسيخفف من الآثار الصحية السلبية السابقة نتيجة حرمان الفتاة في مجتمعنا من ممارسة أي نشاط بدني ورياضي في الغالب، وهو الأمر الذي يجب أن نعيد فهمه كثقافة مجتمعية تحتاج لمراجعة، قبل الأنظمة والقوانين.
وعلى دروب الخير نلتقي.