سعد بن عبدالقادر القويعي
في ظل وحدانية الإسلام، وقواعده، وأصوله الضابطة العامة، جدّدت هيئة كبار العلماء تأكيدها على أنه: « ليس في الكتاب، والسنة ما يبيح تعدد الأحزاب، والجماعات «، وأضافت: « أن الانتماء إلى ولاءات سياسية خارجية يمثل خروجًا عن مقتضى البيعة الشرعية «، مشددة: « على ضرورة الأخذ على يد أصحاب هذه الولاءات؛ لوحدة الصف، والكلمة « وأشارت الهيئة إلى: « أن هذه الوحدة من النعم العظيمة التي منّ الله بها على أبناء المملكة، والتي ما تمت إلا بتلاقي القلوب على هدي الكتاب، والسنة على يد - الملك - عبدالعزيز - رحمه الله - «؛ ليحصل بكل ما تقدم من بيان هذه الهيئة المباركة المنع شرعا لتحزب أي فرقة، أو جماعة؛ لأن الإسلام حث على الاجتماع، وأخوة الإيمان، بل إن الدولة السعودية قامت تحت لواء الإسلام، عليه يعقد الولاء، والبراء، وتحت سلطة شرعية واحدة تعقد لها البيعة، ويدان لها بالسمع، والطاعة.
إن المجتمع الذي توجد فيه الحزبيات، توجد فيه الاختلافات، والفرقة، وهو مصداق لكلام - معالي الشيخ - بكر أبو زيد - رحمه الله -، عندما قال: « والذي يهمنا هنا هو تحقيق مناط تحريم الانتماء للجماعات، والأحزاب الإسلامية: هل مجرد التعدد؟، أو الافتراق؟، أو اختلاف المسميات؟، أو التحزب؟، أو..، وبعد تتبع، وتخريج، ألخص مناط عدم جواز الانتماء في عدة أمور: أولها: حصول التفرق، والاختلاف، المنهي عنه في النصوص. وثانيها: الإحداث، أو الابتداع (الحاصل في الجماعات رسمًا، ووسمًا). وثالثها: البعد عن لزوم جماعة المسلمين، وجعل الولاء، والبراء لحزب معين - فحسب -، وهذا منهي عنه «، إلى أن يقول - رحمه الله -: « وحظ جماعة المسلمين من التقوى على قدر نصيبهم من العمل بالوحيين، وهما ميزان الولاء، والبراء، وبقدر التفريط يحصل الاختلاف، والاضطراب، فإذا انخزلت فرقة عنهم، فهذا انشقاق عن المسلمين، وهو عكس ما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - من اعتزال الفرق، ولزوم الجماعة، - وعليه - فلا يجوز عقد الموالاة على اسم دون اسم الإسلام، ولا موالاة بعض المسلمين دون بعض، تحت اسم معين لجماعة دون جماعة؛ لكنه الالتزام بجماعة المسلمين على منهاج النبوة «.
مثلت هذه الأحزاب، والجماعات شوكة في عرض الدولة الإسلامية؛ فهدت من كيانها، وصدعت من تماسكها؛ بسبب غياب وحدة المعتقد، والمنهج، - إضافة - إلى سلوك منهج الاختلاف المذموم، والتعصب للجماعة، والتحزب لفئة، بعد أن امتحنت الناس بمناهجها، وأساليبها، ووالتهم بأسمائها، وعادتهم على مبادئها، وأفكارها، ومناهجها، ورجالها، مع أن الأئمة الأجلاء بريئون من ذلك التفرق، والفتن التى وقعت بسببهم؛ باعتبار أن ما حصل بين صفوف تلك الجماعات الحالية من فُرقة، وتنازع، لهو من أعظم الفتن التي يجب اعتزاَّلها؛ الأمر الذي يجب اعتبار قول هؤلاء العلماء الراسخين في العلم؛ كونه موافقا للنص، وموافقا - كذلك - لروح الشريعة.