جاسر عبدالعزيز الجاسر
توزيع الأدوار لإرباك الدول العربية وبالذات التي تتصدى جدياً لمحاربة الإرهاب ليس بالجديد على أنظمة الدول المارقة، ولهذا لم تتفاجأ الدوائر السياسية والإستراتيجية بتعرض المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية في الخليج العربي لمحاولة عدوان إيراني تمثّل في قيام ثلاثة زوارق مسرعة نحو منصات الحقل السعودي البترولي «مرجان» وقد تمكنت وبحمد الله القوات البحرية السعودية على الفور من التصدي لهذه المحاولة العدائية، وأطلقت طلقات تحذيرية لم تستجب لها الزوارق المعتدية، وبعد هروب زورقين من الزوارق الإيرانية الثلاثة تم القبض على الزورق الثالث وأسر ثلاثة من عناصر حرس الثورة الإيرانية ووجد في الزورق كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ، وهدف العملية الإرهابية الإيرانية تفجير الحقل السعودي «مرجان» ضمن المخطط الإيراني لإرباك المنطقة العربية بتنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تتوافق مع جملة أعمال إرهابية يقوم بتنفيذها أذرع ملالي إيران في الدول العربية ومنها ما يحصل الآن على الحدود العراقية السورية، حيث تقوم مليشيات الحشد الشيعي في العراق في محاولات لاختراق الحدود مع سوريا، فيما تقوم المليشيات الشيعية الأخرى في الجانب السوري وبالذات مليشيا فاطميون التي يشرف عليها جنرال الإرهاب الإيراني قاسم سليماني ومليشيا حزب الله اللبناني في مهاجمة مواقع المعارضة السورية الوطنية في دير الزور والنقاط الحدودية مع العراق بهدف الالتقاء مع المليشيات الإرهابية الشيعية العراقية والتي سيطرت على منفذ الوليد العراقي، والهدف فتح طريق لنقل الأسلحة والعتاد والمليشيات الشيعية وتسهيل تنقلاتها من إيران عبر العراق إلى سوريا ومع أن هذه الخطة لا تحظى بالقبول من أمريكا، والتي قاومتها بإسقاط إحدى طائرات نظام بشار الأسد التي كانت تغطي هجوم المليشيات، إلا أن ملالي إيران ونظام بشار الأسد والمليشيات الشيعية الإرهابية في سوريا والعراق مصممون على صنع أمر واقع يجعل من الأراضي الإيراني والعراقية والسورية مسرح عمليات واحدة تديرها قيادة المليشيات الشيعة والتي يرأسها جنرال الإرهاب الإيراني قاسم سليماني.
هذه التحركات الإرهابية بالإضافة إلى تصعيد الأعمال الإرهابية في مصر والتي توجه وتنفذ من قبل الإخوان المسلمين الذين ينسقون مع ملالي إيران، هدفه إشغال الدول التي تحارب الإرهاب حقيقياً وفتح جبهات جديدة قديمة من خلال تكثيف العمليات الإرهابية والتي لا يستبعد المهتمون أن تتوسع في الأيام القادمة عمليات الإرهابيين وتستهدف هذه الدول بالإضافة إلى تصعيد العمليات الإرهابية في سوريا والعراق ومصر والتحرش بالمملكة العربية السعودية، والهدف إرباك المنطقة العربية ودولها الساعية لإنهاء الإرهاب حتى يتسنى للدول المارقة تنفيذ مآربها.