فواز السيحاني
لم يعد هناك أي مساحة لخلق الأعذار، لم يعد الصمت والحيّاد مجديًا. من الحماقة أن تصبح الرائحة كريهة جداً ثم نظن أن المشكلة في أنوفنا، كنا خائفين من سقوط أيّ دولة خليجية في الوحل الإيراني، الوحل المليء بضفادع المؤامرات والطحالب القذرة دون دراية منها، كنا كشعوب نحاول الحفاظ على هذه الكتلة الخليجية دون العبث بها من الخارج؛ لكن الوحل والعبث والسقوط كان من الداخل، تحديدًا أكثر منكم، خصوصاً بعد التسريبات الصوتية، التسريبات التي ظهرت فيها حناجركم وأدانتكم، حاولتم التدارك بطريقة فجة ومقززة وقلتم في بيانكم الذي صدر مؤخراً إن هذه التسجيلات كانت بمثابة الوساطة، وأن الحكومة البحرينية على دراية كاملة بها، فدعونا نأخذها على هذا المحمل الذي اخترعتموه في كونها «وساطة»، دعونا نطرح عليكم كشعوب خليجية واحدة تخاف على أوطانها ومستقبلها هذه الأسئلة:
- هل الوساطة تعني أن تصف رجال الأمن البحرينيين بأنهم بلطجية في حين تصف الحراك الصفوي هناك بأنه ثورة ومطالب شعبية؟.
- هل الوساطة تعني أن تزيد من اشتعال النيران وتطلب من ذلك الشخص الذي ينتظر التوجيهات من قم أن يزودك بالأشرطة لقناة الجزيرة؟.
- سؤال أخير ومستفز لوعينا كشعوب خليجية: -هل الوساطة تعني أن تقول له: «لسنا مع أحد وغير محسوبين على أي اتجاه؟.» علمًا بأن المتحدث في التسريبات هو مستشار في الديوان الأميري هناك وهذا يعني أنه يعكس رؤيتهم السياسية، وهذا يعني أيضاً أنكم تقدمون رسالة مبطنة مفادها نحن معكم فأثيروا: الشغب، الصراخ، والنيران في البحرين التي وللأسف لا تبعد عنكم سوى خطوات قليلة وعلاقات اجتماعية تضرب في تاريخ النسب والدم.
«تكلم حتى أراك» هذا ما قاله أرسطو في يومٍ ما، والآن تكلمتم أنتم بحناجركم وسمعناكم بكامل بشاعة حروفكم التي أخفيتموها لسنوات، رأيناكم ونحن الذين حاولنا مراراً كسر كل التهم عنكم، رأيناكم وبكينا بكامل حسراتنا على أحلامنا الخليجية التي أصبحت مؤامرات ودسائس بدلًا من أن تكون في أقل احتمالاتنا: «عملة خليجية واحدة، وحدود تذوب أمام العماني، أمام القطري، أمام الكويتي والإماراتي». بكينا والله بسببكم وكنتم كأخوة يوسف أردتم أن تُلقونا في الجُب؛ لكنّ دم الذئب على قميص خليجنا فضح تآمركم. بقيّ أن أقول: إن الشعب القطري هو الشعب السعودي والشعب العماني هو الشعب الكويتي والشعب الإماراتي هو الشعب البحريني فجميعنا مكونات اجتماعية تقف صفًا لصف أمام كل هذه التصرفات العفنة، أمام الدسائس، أمام هذا الوحل المليء بضفادع المؤمرات.