هذه المقالة تندرج تحت مسمى مقالات الشكر والعرفان ومبادلة الوفاء بالوفاء.. ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، وحيث أن مخيلة بل وروح الوالد المربي إبراهيم بن فايع لم تغادر أنظارنا وأرواحنا، وعلى الرغم من رحيله ذلك الرحيل المهيب الصامت، رحيل العزة والإباء والشموخ قبل حوالي الشهر، إلا أننا ما زلنا نتلقى التعازي فيه حتى يومنا هذا، فرحمة الله عليه وجعل قبره روضة من رياض الجنان، وجمعنا به وبكم في الفردوس الأعلى.
نشكر الجميع بلا استثناء فرداً فرداً، وأخص بالذكر آل مشيط وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن مشيط، نشكر آل أبو ملحة فهم أهلنا، وأخص بالذكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب أبو ملحة، الذي آل على نفسه إلا أن يحضر إلى مكان غسيل الوالد رحمه الله، وله مقال في الوالد بجريدة البلاد بتاريخ 18 شوال، نشكر العم الفريق الركن مريع بن حسن الشهراني رفيق صبا الوالد وصديق عمره، وله مقال في الوالد يرحمه الله في جريدة الرياض بتاريخ 16 شعبان، نشكر اللواء مهندس دكتور عبدالله بن مشبب الشهراني، الذي له مقال في الوالد يرحمه الله في بعض الصحف الإلكترونية وفي جريدة الجزيرة بتاريخ 18 شعبان، نشكر الأستاذين صالح الوزنة وعامر بن زهيان على تعزيتهما في جريدة الوطن بتاريخ 1 شعبان، نشكر أصدقاء ورفقاء بل إخوة الوالد في الخميس وأخص بالذكر منهم إخوته الذين تواجدوا خلال أيام العزاء الثلاث العم الأستاذ سفر بن برقان، والعم الأستاذ سعيد بريدي، والعم الأستاذ محمد بن سعد بحيبحاء والعم الأستاذ عبدالله بن شلغم وغيرهم كثر ممن لا يحضرني اسمه، نشكر مدراء التعليم والمشرفين والمعلمين الذين قدموا واجب العزاء، نشكر جل أهلنا وأحبابنا وجيراننا في الخميس وأبها ورجال ألمع، وهم أصحاب العزاء، وأخيراً وليس بآخر نشكر كل من اتصل معزياً ومنعته ظروفه من القدوم لمقر العزاء سواء من مناطق المملكة المختلفة، أو من خارج السعودية، نشكركم من الأعماق ونسأل الله أن يرحم فقيدنا جميعاً، رائد من رواد التعليم في عسير بل المملكة العربية السعودية الأستاذ إبراهيم بن محمد بن فايع يرحمه الله تعالى وأن يجعل منزلته في أعلى عليين في الفردوس الأعلى، وأن لا يريكم مكروه في عزيز لديكم، ولعلي في نهاية هذه المقالة المقتضبة أختم بهذه القصيدة للشاعر والقاص الروائي المغربي محمد بيروك، التي وأيم الله كأنها تتحدث عن سيدي الوالد يرحمه الله، الذي لن يرتاح لنا بالاً أنا وإخوتي ووالدتنا الحبيبة حتى نلتقي به على منابر من نور:
فكم يغلى بذكرك كلُ شيءٍ
وكم يحلو بحضرتك المثولُ
وما أحلاك تمشي في انحناءٍ
وما أحلاك طوراً إذ تميلُ
وما أحلاك تغفو في هدوءٍ
إذا ما حلَّ في الدارِ المقيلُ
وتحمدُ رب هذا الكون دوما
فلا ينسيكه الخطبُ المهولُ
كأني بالجراحِ وقد ترامت
تناثر فوقها صبرٌ جميلُ
وما أحلاك تجلسُ في وقارٍ
قنوعاً لا تمنُ ولا تجولُ
وما أحلاك تحكي عن قديمٍ
له ذكرى تحف بها الطلولُ
وما أحلى ابتسامتك الثريا
إذا داومتَها شُفيَ العليلُ
شَموخاً بالتواضع مُستميتا
وأنت لخالقِ الكونُ الذليلُ
وما أحلاك حتى حين تبدو
غضوباً ليس يجهلُك الجهولُ
وما أحلاك تنهرني بشجبٍ
وشجبك كالأثير له قبولُ
عُرفت بنسلك المعطاءُ دوما
على إيمانك الخيرُ الجزيلُ
فما ضن الجدود على نزيل
وما ضنوا وأنت لهم سليلُ
بك النزلاءِ حلوُّ من قديمٍ
نزيلاً يستدل به نزيلُ
وقد حملتني حملاً ثقيلا
فحظي من خصالك يستحيلُ
تقولُ لنا الكرامةَ كل شيءٍ
فإن زالت فصاحبها ذليلُ
ليرحمك الرحيمُ أيا رحيما
ويشفع فيك لله الرسولُ
وتلك سبيلنا نمضي ونأتي
إذا ما راح جيلٌ حل جيلُ
وتكفي في الدّنا ذكراك عندي
يلازمني بها ظلٌ ظليلُ
فيا أبتي وداعاً من فؤادٍ
حللت به نزيلاً لا يزولُ
فراح على المدى يشدو بحرٍ
وداعاً أيها الرجلُ الفضيلُ
** **
خالد بن إبراهيم بن فايع - الرياض