سعد الدوسري
يعتبر الإعلان التلفزيوني واحداً من أهم الفنون، فهو الذي يجلب الملايين لشركات الدعاية، من جيوب مصنعي ووكلاء البضائع الاستهلاكية. ومن أجل تلك الملايين، يحاول صناّع الإعلان أن يأتوا بأفكار إبداعية غير مسبوقة، لكي يقنعوا بها أصحاب الشركات والمصانع أولاً، ولكي يؤثّروا على المشاهدين ثانياً. وفي حمى الإعلانات التلفزيونية، صرنا نشاهد إعلانات بالغة في التأثير، وإعلانات بالغة في التفاهة والسماجة.
إن شركات الإعلان التي تتحفنا بإعلاناتها الغبية، تتكئ على ثلاث قواعد:
* أن الجمهور السعودي يتمتع بأمية شديدة، وسطحية في التفكير.
* أن الشركات السعودية لا يهمها سوى الأرباح، ومن أجلها ستوافق على أية صيغة إعلانية.
* أن القنوات الفضائية، لا يهمها المحتوى ولا الإخراج، بقدر ما يهمها قيمة الإعلان.
ولهذا، نجد قنواتنا تكتظ بالإعلانات، ويكون معظمها من نوع: «الله بيحييكم يا جماعة الربع، على هالسهرية»!! والمؤسف أن هناك إعلانات تمس شخصيتنا المجتمعية وعاداتنا وتقاليدنا، مما يثير سخرية الآخر علينا، دون أن تكون هناك تحركات من القنوات، أو من المؤسسات المعنية. وسوف أشير هنا لإعلان في منتهى السطحية، لشاب سعودي يشتبه به موظفو الجوازات الأمريكية، على أساس أنه إرهابي، ويشهرون عليه المسدس! والهدف من الإعلان، أن لا يتعب هذا الشاب نفسه بالسفر إلى أمريكا، بل يطلب ما يحتاجه، عن طريق الشركة صاحبة الإعلان!!!
إن من الضروري أن تكون هناك رقابة من قِبل مؤسساتنا الإعلامية، على محتوى كل الإعلانات التي تبثها قنواتنا والقنوات المحسوبة علينا، وذلك لوقف تلك المهازل اليومية المضحكة.