مكة المكرمة - واس:
نظمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أمس محاضرة بعنوان (الفتن حقيقتها وسبل الوقاية منها على ضوء نصوص الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة) ألقاها معالي عضو هيئة كبار العلماء مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل, وفي مستهل الحفل رحب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بالدكتور أبا الخيل قائلاً: «لقاء متوج بشرف الزمان والمكان وشرف الرسالة التي هي رسالة هذا الدين التي من أهم رسائلها التعاون في خدمة الدين وهذا الوطن الغالي الذي يسير وفق التوجيهات السديدة لولاة أمرنا -حفظهم الله- التي تحقق العمق التاريخي والديني بما يخدم رؤية المملكة العربية السعودية (2030)». وأضاف معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس: إن اللقاء بالعلماء في غاية الأهمية أولئك الذين يحرصون على شحذ الهمم والعزائم لنسير قدماً في تحقيق رسالة الدين والإسلام, وتحقيق الانسجام والتعاون والتكاتف بين الأمة الإسلامية، وتحقيق الرسالة المحمدية السامية، خاصة في زمن التقنية والرقمية التي استغلت مع الأسف الشديد في إذكاء الفتن والشائعات ضد الدولة والأمن والدين, فنحن نحتاج إلى التقيد بالمنهج السليم منهج السلف الصالح من خلال هذه المحاضرات والجليلة التي ترسخ العقيدة والدين وتبعد الشبهات والفتن عن الدين وتحمي شبابنا ونساءنا من شر الأعداء. ثم ألقى معالي الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل عضو هيئة كبار العلماء مدير جامعة الإمام محمد بن سعود محاضرته التي قدّم فيها تعريفا شاملاً عن الفتنة بأنّها تذهب العقول والأحلام وأنها حين تدخل بلدا فإنها تطيش بعقول الناس فتجعلهم يحتاجون لمن يبين لهم فهم المنهج الصحيح السليم وفق فهم السلف الصالح. وأبان معالي الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل بأن أقوال السلف تضافرت على التحذير من الفتن, وذلك في أربع صفات, أولها أنّها تجمل وتتزين من المغرضين وأصحاب الأهواء الشاذة والآراء المنحرفة التي تحيد بوحدة وتماسك هذا الوطن وتقدم المنفعة الشخصية على المصلحة العامة مستدلاً بالآية الكريمة وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) سورة الأنفال, وثانيها أنها تتوسع وتنتشر ولا يمكن الإحاطة بها مع هذا التفجر المعلوماتيلرهيب, وثالث هذه الصفات أنّها تقبل مشتبهة وتدبر بينة, بحيث إنها تشتبه على الناس ولا يعرفون الحق فيها من الباطل. وتحدث أبا الخيل عن سبل الوقاية من الفتن التي منها (أولاً أن يعرف خطر الفتن وما تسببه بين المسلمين من التباغض والتدابر والتحاسد والتنافس والقتل والخلاف والاختلاف مما إذا أدركه قبل أن تجيء الفتن مما يكون رادعاً وحافظاً له)، ومن أدلة ذلك قوله تعالى فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ (7) سورة آل عمران. ثانياً الاعتصام بكتاب الله عز وجل {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا} (103) سورة آل عمران، وذكر بعض العلماء أن حبل الله هنا هو الجماعة, وذكر بعضهم أنّه القرآن وقال القرطبي كلها. ثالثاً الاعتصام بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي). رابعاً الدعاء. خامساً لزوم جماعة المسلمين.
واختتم معالي الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل المحاضرة بالدعاء لعلماء الأمة الإسلامية من هيئة كبار العلماء على ما يقومون به من جهود عظيمة في سبيل ترسيخ العقيدة الصحيحة والمنهج السليم الذي هو منهج السلف الصالح, والدعاء لولاة الأمر-حفظهم الله- على ما يقومون به من جهود عظيمة لخدمة هذا الدين.
وفي الختام شكر معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أبا الخيل على هذه المحاضرة الثرية التي نحن بأمس الحاجة إليها, ورفع شكره لخادم الحرمين الشريفين وولاة أمرنا-حفظهم الله - على ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين.
عقب ذلك قدّم معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس لعضو هيئة كبار العلماء مدير جامعة الإمام معالي الشيخ الدكتور سليمان أبا الخيل درع الرئاسة التكريمي.
من جهة ثانية استقبل معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في مكتبه أمس معالي عضو هيئة كبار العلماء مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل. ووصف الشيخ السديس أن التعاون بين الرئاسة والجامعة بالمثمر لا سيما في مجال ترجمة خطب الحرمين الشريفين وغيرها من سبل التعاون المشترك. ومن جهته عبّر أبا الخيل عن إعجابه وتقديره بما يقدم في الحرمين الشريفين من خدمات كبيرة وحراك فعّال وعناية فائقة بالمعتمرين والزوار في كافة الإدارات الخدمية بالرئاسة والمسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي, خاصة في موسم رمضان المبارك.