فهد بن جليد
توجه وزارة التجارة والاستثمار نحو نشطاء السوشيال ميديا لمرافقة الحملات التفتيشية، وكشف المستور في بعض الأسواق والمراكز التجارية الشعبية -قبل موسم عيد الفطر المبارك- فكرة ذكية، وخطوة موفقة لرفع حس الحذَر لدى المُستهلك، من الوقوع ضحية نصب واحتيال وصل إلى حد طلِّي الحديد بالذهب وبيعه في بعض محلات الذهب، وهي النقطة الأهم والأخطر و الأكثر إثارة في كل رحلات التغطية التي شملت عطور، ملابس، كريمات، أدوات تجميل، أدوات كهربائية، أحبار تقنية.. إلخ، وبرأيي أنَّ القصة يجب ألا تنتهي هنا.
فالوزارة يمكنها القيام بخطوات أخرى أكثر تأثيراً على المستهلك، وتوثيقاً عبر وسائل الإعلام التقليدية مع أهمية الاستعانة بجهود نشطاء (السناب شات) كفيديو سريع الانتشار ومباشر يعتمد على الإثارة في كشف المستور داخل المستودعات والأسواق ، ولكن الفيديو المتداول سيبقى لحظي وآني، ينقصه أدوات التوضيح الكاملة، وبداية القصة وتعليق المسؤولين، وسأضرب لذلك مثالاً من داخل التغطية التي قدمتها الوزارة مشكورة : الغش في أحبار الطابعات، سببه الرئيس هو احتفاظ موظف التركيب بالكرتون الخارجي الأصلي للحبر + درام الحبر السابق بعد تبديله، استرجاع العامل للكرتون هو بداية قصة غش عميل جديد، حيث يتم تزوير الأحبار وتغليفها بشكل محكم شبيه بالأصلي، ومن ثم وضعها في كرتون الوكالة الخارجي والذي سيكون الفيصل في المسألة، وتدوير العملية هكذا، مثل هذه الحيلة لا يكفيها ثوان معدودة عبر السناب، بل تحتاج لحملة توعوية مُتكاملة بعدة أودات ووسائل -يتحمل تكاليفها- أصحاب هذه المحلات، حتى يحذر كل عميل ويتأكد أنَّه تم التخلص من الكرتون الخارجي بطريقة صحيحة تضمن عدم الاستفادة من تدويره في كل مرة.
ما تم تداوله بين الناس حقائق مزعجة، أثارت مخاوف كبيرة مع اهتزاز الثقة بالمُنتجات التي تعرض في أسواقنا المحلية فمثلاً بعض الكريمات صغيرة الحجم قيل أنَّها مغشوشة والشركة الأم تبرأت منها، والغريب أنَّ نفس النوع يعرض في مولات كبيرة، مما يتطلب جولات مماثلة على المولات الشهيرة، لأن - رأي عدم الثقة في المنتجات - نقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي، ونسمعه من ردود الفعل على هذه الفيديوهات، وهنا نتيجة عكسية لا أحد يرغب الوصول إليها، علينا تحمل مثل هذا الرأي والعمل على تصحيحة، فالصورة لم تكن واضحة ومُكتملة، وهو دور الوزارة في إضافة سناب خاص بها، أو على الأقل تكملة أو توضيح أو إضافة رابط في نهاية كل تغطية يمكن الرجوع فيه إلى التفاصيل.. مع تقديرنا الكامل للجهود المبذولة، وشكر الناشطين المرافقين.
وعلى دروب الخير نلتقي.