عبده الأسمري
وصلتني شكاوى متعددة لكفيفات تأجلت أحلامهن وطوت الوساطات والمحسوبيات آمالهن بعيدا ..ففي خضم الألم وحرمان نعمة البصر ظللن يكافحن متسلحات بنور البصيرة وهدى الدوافع واستنارة القلوب تغلبن على العوائق في ظل تعقيدات قبولهن بالجامعات وبعضهن تكبدن مشقة السفر وآلام التنقل وويلات الظروف ..
من المؤسف والمحزن أن يصل عدد سنوات البطالة لبعضهن لأعوام طويلة ولا تزال المعاناة. والبطالة في تزايد. ولا أدري ما هو رأي الوزارات المعنية وما جوابهم إذا كانت هذه الفئة الغالية النبيلة خصومهم في الدارين..
رسالة وردت تحمل الهم كتبتها الأنفس وسطرتها الأفئدة الممتلئة بالحزن على مصير كان هو الدرب الأوحد لهن ليواجهن الإعاقة في وقت يدرس الكفيفات مبصرات لا يعين بمتاعبهن ولا يفهمن عليهن..
كفيفات هن وأيم الله فخر للوطن وشرف للبلد تخرجن من أرقى الجامعات وبعضهن لديهن شهادات عليا وأيضا دورات متخصصة أليس من المؤلم أن تقف تلك النسوة على بوابات إدارات التعليم وفروع الخدمة المدنية وهن يستعن بعاملات يدفعن لهن شهريا الألوف لخدمتهن ويضطررن للاقتراض للوفاء بذلك ناهيك عن مصاريف سائق ومصروفات حياة وعلاج وتنقل ومرض وبعضهن لديهن أبناء والتزامات ..
كم هو مشهد محزن أن تقف هؤلاء الكريمات على بوابات كتبة المعاريض وأمام أبواب مكاتب البريد بحثا عن معاملة مرسلة تاهت في متاهات بيروقراطية «المبصرين».
تضمنت الرسالة أنهن ظهرن في قنوات وخاطبن وسائل إعلامية ووجهن برقيات مذيلة بعشرات الأسماء والتخصصات والدرجات العلمية منذ سنوات عدة فلم يجدن جوابا سوى «التجاهل والتغافل والتكاسل» كيف تقوم الوزارات المعنية على شأن المبصرات اللاتي أمامهن عشرات الطرق للتوظيف وظروفهن متيسرة وتترك مئات الكفيفات يصارعن آلامهن والعيش على آمال وصفنها في شكاويهن بالمستحيل.
ولو نظرنا إلى الكفيفات العاملات حاليا وهن قلة لأن البطالة قيدت الأخريات لوجدنا أعمالهن وإنتاجهن يخط في سجلات الشرف وبعضهن وصلن للعمل كعضوات هيئة تدريس بالجامعات ولغة الحقائق تؤكد تميزهن وكفاءتهن.
وصل عددهن إلى 300 كفيفة يتشبثن بآمال مستطاعة وفي يد وزيري التعليم والخدمة المدنية والمسؤولين عن هذا الملف مساعدتهن وإيجاد مخرج لهن وتعاون عاجل وعون مستعجل
فهن يعشن وراء ضبابية مقيتة وأحلام تنطق من خلف عشرات المعارض والخطابات والرسائل والبرقيات.