رجاء العتيبي
قررت (مؤسسة مسك الخيرية) أن تخوض مجال التعليم من خلال مدارس مسك التي انطلقت العام الماضي، وهي تجربة مختلفة عن سائر التعليم محليا وخليجيا وعربيا لاتخاذها إستراتيجيات مغايرة لما هو سائد، حيث ترى مدارس مسك أن النهوض بالبلد لا يكون إلا من خلال قيادات خلاقة يتم إعدادها وفق معايير دقيقة تهيئهم للنجاح في حياتهم اليومية وتجعل منهم جيلا يعتمد عليه في بناء الوطن على كافة الأصعدة...
القريب من المدارس يعرف أن لا مجال للتراخي في قبول الطلاب لأن هذا يتم تبعا لمعايير شخصية ونفسية واجتماعية تتعلق بالطالب وفقا لإستراتيجية المدارس ومراعاة للفروق الفردية بين الطلاب، ليس من بين هذه المعايير الأكثر قدرة على الدفع ولا خلفية الأسرة.
لم ينشئ المؤسسون مدارس مسك لتكون منطقة راقية لعلية القوم، ولا مكانا للتفاخر، ولا لأناس دون غيرهم , ولا لمكاسب مالية, فهي في البدء مدارس غير ربحية , فما يدفعه المؤسسون لا يقابل دخلها السنوي , فهي مبادرة للاستثمار في الإنسان أكثر من كونها مشروع اقتصادي يهدف إلى الربح.
المدارس تنطوي على نظام تعليمي نوعي ودقيق وصارم بدءا من اختيار أعضاء هيئة التدريس مرورا بعمليات التعليم والتعلم الداخلية وانتهاء بالمخرجات، لا مجال للصدفة أو الخطأ أو المحاولة غير المدروسة فالكل يعمل حسب خطة عمل معدة مسبقا وفلسفة معروفة ورؤية واضحة.
تعتمد فلسفة المدارس على (التعليم التجريبي) ضمن مشاريع شمولية مركزة، تتخللها (التكنولوجيا) في عملية التعلم اليومية لتحفيز الطلاب على الإبداع والابتكار والاعتماد على النفس ففي كل صف دراسي 12 طالبا يعملون جماعيا في بيئة تقنية متكاملة متجاوزة (الكرسي والطاولة والسبورة) إلى آفاق أكثر رحابة وإبداع.
يساهم فريق (التكنولوجيا) بالمدارس ليكون التعلم جذابا وملموسا لأقصى درجة ممكنة ليكون قائما على التجربة من خلال مشروعات تقنية معتمدة عالميا ينفذها الطلاب على شكل فرق عمل تمكنهم من تطبيق أفكارهم وابتكاراتهم في ذات اللحظة ومشاهدة نتائجها مباشرة.
يمثل أعضاء هيئة التدريس بالمدارس 20 دولة من مختلف دول العالم ليعزز ذلك البرنامج الأكاديمي الذي يهدف إلى تخريج طالب بمفاهيم عالمية وإنسانية قادر على التماهي مع العالم تبعا لموقع المملكة المحوري دوليا.
المدارس في بداية انطلاقتها حتى هذا اليوم، فيما يحمل منسوبوها طموحا وتفاؤلا كبيرين لأن تكون المدارس نموذجا يحتذى به، وكل من اقترب منها يعرف أنها مدارس وجدت لتصنع الفرق.