سعد الدوسري
الذين يتباهون بالتصدق للمتسولين في الشوارع والمساجد، ويتجاهلون المتعففين من فقراء ومحتاجي بلادهم، كيف يشعرون؟! ما هو حجم الرضا الداخلي، الذي يحسون به؟!
في الماضي، كنا نحذر من حملات التبرع المشبوهة، لجمعيات أو جماعات خارج المملكة. وكنا نعتبر من يتجاهل هذا التحذير، مؤيداً بشكل غير مباشر للجماعات الإرهابية. ولم يتوقف الأمر، حتى وضعتْ الجهاتُ الأمنية يدَها على هذا الملف الخطير، والذي كان سبباً في تأمين السيولة لجماعاتٍ كانت تتخذ من الإسلام ستاراً لها، لكي تخدع به ضعاف النفوس، المتعاطفين مع فكر الإرهاب والتطرف.
اليوم، وكما أشرت في مقال الأربعاء الماضي، تغيرت أنماط جمع الأموال، فغمرتْ مدننا أسرابٌ من المتسولين، لا نعرف من أين جاءوا، وإلى أين سيذهبون بالأموال التي يجمعونها. وهذا كله، يذكرني بحاجتنا الماسة للمتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية، والذي تؤيده فتوى هيئة كبار العلماء، الصادرة عام 1402هـ. وعلى الرغم من تلك الفتوى، لا يزال مرضى الفشل الكلوي والكبدي والقلبي والرئوي، يعانون معاناة لا يمكن لأحد تخيلها، ولن ينهيها إلا الله، ثم أعضاء المتوفين دماغياً في حوادث.
إنّ تزايد أعداد المرضى الأطفال والنساء والرجال، دون أن يجدوا لهم متبرعين، لا يمكن فهمه، في بلد يحترم كبار علمائه، ويعتبرهم مرجعاً حقيقياً لمساراته الشرعية. لا يمكن أيضاً فهم أن يرفض مواطن من هذا البلد، فكرة التبرع بأعضاء المتوفى دماغياً، على الرغم من الأجر العظيم الذي سيناله هو والمتوفى.