«الجزيرة» - سعد العجيبان:
انتهت أمس مهلة الـ14 يوماً لمغادرة القطريين المملكة والإمارات والبحرين وعودة مواطني الدول الثلاث من قطر والتي حددتها في بداية إعلانها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.
وقد أخذت المملكة وشقيقتاها الإمارات والبحرين في الاعتبار مراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة على صعيد متصل أصدرت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي بياناً بشأن تطاول الإعلام القطري على علماء الأمة، معتبرة ذلك التطاول يعبر بوضوح عن تأثر الحاضن بفكر المحضون، الذي صدَّر للعالم الإسلامي نظريات التطرف والعنف والتكفير، والمُفاصلَة الشعورية لأهل الإسلام، وتخرَّج في مدرسته قادة داعش والقاعدة، ولفيفهم الضال.
وفي جانب متصل طلبت البحرين من جنود قطريين مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، وفقاً لمصدر بحريني. وبيَّن المصدر أن السلطات البحرينية طالبت القائد المسؤول عن القاعدة الأميركية بالبحرين بضرورة مغادرة الجنود القطريين العاملين في القاعدة. ومع تصاعد وتيرة «كشف المستور» وإعلان حقائق دعم الدوحة للإرهاب وتآمرها على جيرانها وأشقائها، ظهر رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم في مقابلة تلفزيونية جديدة أجراها مع قناة «سي إن إن»، قال خلالها إن المملكة والإمارات والبحرين ينظرون إلى قطر كشقيق أصغر وبلد صغير، معتبراً أن ما حدث لامس نزاهة الدوحة، وأن التغطية الإعلامية للمقاطعة جاءت بشكل لم تعتد عليه قطر. الظهور الجديد لحمد بن جاسم على قناة أمريكية، جاء متزامناً مع الأزمة التي تعصف ببلاده جراء قطع العلاقات معها، وبدت المقابلة مختلفة عن سابقاتها التي بدا فيها مرتاحاً، حيث ظهر بمظهر العاجز أو هكذا أراد لإثبات أن بلاده لا تزال جزءاً من المنظومة الخليجية التي لطالما لم تتماهَ معها الدوحة.
وتحدث وزير الخارجية القطري عن أن الإساءات التي تتلقاها قطر حالياً جراء كشف الملفات التي تربطها بالإرهاب ستترك جرحاً، إلى جانب أن بلاده لم تعتد على هذا النوع من الإساءات على حد وصفه!! وطالب حمد بن جاسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، النظر في المسألة من ناحية استراتيجية وبطريقة عادلة ناسياً أو متناسياً أن خلاف بلاده ليس مع الولايات المتحدة بل مع الدول التي هددت أمنها واستقرارها وأضرتها قطر استخباراتياً وإعلامياً طوال العقدين الماضيين. بيد أن ما تم إعلانه من حقائق وإثباتات لتورط الدوحة في دعم الإرهاب وتمويله يعد القليل فما خفي كان أعظم.