عبدالحفيظ الشمري
احتفلت الكثير من الدول قبل يومين - في السابع عشر من يونية - باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، ليقدم العالم من حولنا الكثير من الرؤى، والتوقعات، والدراسات التي تُعنى بأمر البرامج الإنمائية والتثقيفية من أجل خدمة مشروع التكامل والنمو في مجال رعاية الأرض، وحماية البيئة، وصيانة الحياة الريفية والزراعية.
إلا أنّ ما يلاحظ في احتفاء هذا العام من قبل هيئات، ومؤسسات، وأفراد يتعاونون مع مشاريع منظمات الأمم المتحدة؛ تنفيذاً لخططها المستدامة والتي تضع البيئة ومكافحة التصحر في أولى اهتمامها، فلا تجد غير الإنسان شريكاً قوياً معها في تنفيذ هذا المشروع المهم، الذي يتطلب حساً عالياً، وتخطيطاً سليماً، وسلوكاً حضارياً، يحقق معادلة البقاء والنماء في بقع كثيرة من العالم.
مشروع أو شعار «معاً ضد الجفاف» هو رسالة إنسانية وحضارية، تتطلب قيامه، ونشأته منذ البدايات الأولى، لأنه رسالة حيوية موجهة للجيل الجديد الذي يتطلع إلى أن تنمو معه هذه المشاريع خدمة للأرض، وإصلاحها، والمحافظة على كيانها. فالتعاون والتضامن والتكامل النوعي حري به أن يحقق أهداف التنمية المستدامة خدمة للأرض ومن عليها، لنحتفي معاً بنجاح مشروعنا ويومنا العالمي الذي تتكثف فيه جهود التوعية، والتثقيف خدمة لهذه الرسالة.
فحينما نحمي الأرض، ونستصلحها بيئياً وزراعياً، حتماً ستكون عنصراً من عناصر بقائنا. فلولا وجود الأرض ما وجدنا حياة للإنسان.. وهي بداهة نتفق عليها، لذلك فإن هذا المشروع يتطلب جهداً مضاعفاً، وعملاً دائباً؛ لكي تنهض مشاريع الزراعة، والري، وعمارة الأرض، وتحقيق الأهداف السامية لبقاء الحياة واستمرارها على هذا الكوكب.
كما أنه من المهم.. وبمناسبة هذا اليوم العالمي لمكافحة التصحر، أن يخرج هذا المشروع الأممي والإنساني من دائرة أو حدود الأرض الصغيرة، أو ما يمتلكه الفرد منها إلى ما هو أشمل وأعم، أي أن نجعل الأرض رسالة للنماء والعطاء للبشرية كافة، لأنّ التعاون في هذا المجال ضرورة ملحة، لا سيما وأن التصحر، وندرة المياه، والجفاف؛ باتت آثاره واضحة على مواقع كثيرة من الأرض.
ففي هذه المناسبة لا بد لنا في المملكة أن نكون في عين هذه المشاريع، وفي صلب المواضيع البيئية المهمة، لنكافح مع العالم هذه الظواهر الخطيرة، لأنّ بلادنا تشتمل على مساحات واسعة من الريف والصحاري؛ مما يتطلب مشاركة أكبر، والبحث عن حلول أنجع؛ خدمة للريف والطبيعة البرية التي لا شك أنّ الإنسان يعول عليها كثيراً كمعادل حيوي ومهم في البقاء.
فاليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف يضع بين أيدنا في كل عام الكثير من النتائج والقيم التي تؤكد على أن هذه الأهداف من شأنها أن تثمر نتائج طيبة، وتحقق العديد من المكاسب التي يتمثل أهمها بتكاثر الغطاء النباتي، وري الأشجار بطرق مبتكرة، وازدياد وتيرة النشاط الزراعي الذي يلائم البيئة، ويحقق فرص الغذاء، وتوفير المنتجات، بل إن استصلاح الأرض وزراعتها سيحد من زحف الرمال، بل وسيسهم في تخفيف الانبعاثات الضارة للكربون والعوادم.