صيغة الشمري
هذه الأيام يشن الفنان السعودي فايز المالكي حربًا شعواء على جهات معينة، ويتهمها باتهامات قاسية.. ويصل بعض هذه الاتهامات للتجريح والتشكيك، وانتقاص لا يليق بفنان أحبه الناس، ورجل خير يسعى لمساعدة المرضى والفقراء، وله مجهودات جيدة في هذا المجال، ويحسب له أنه كرس شهرته ونجاحه في التمثيل واقترابه من الناس لصالح مساعدة الكثيرين من المرضى والمعوزين. شن فايز المالكي هجومًا شرسًا ضد البنوك السعودية، ودعا الله أن لا يكثر خيرها، واتهمها بعدم أداء واجبها الخيري - على حد زعمه - دون أن يعي تأثير هذا التصريح في تأليب الناس وبعض الجهلاء ضد قطاع مهم، يعتبر من أهم أعمدة الاقتصاد السعودي؛ ما قد يؤدي لزيادة بعض جرائم السطو ضد البنوك السعودية، التي لا يملك فايز المالكي الحقيقة الكاملة حول مجهوداتها وأدوارها في تقديم خدماتها بما يخص مجال المسؤولية الاجتماعية. ثم عاد بعد أيام ليشن حربًا قاسية مماثلة ضد الجمعيات الخيرية، ثم يعود ويستدرك بأنه لا يقصد الجمعيات الخيرية التي تحمل تصريحًا من وزارة الشؤون الاجتماعية، بل يقصد تلك الجمعيات غير المرخصة، مع علمه بأنه لا تستطيع أي جمعية غير مرخصة القيام بأي نشاط خيري في أي مجال، وبالذات الاتفاق مع أي شركة اتصالات سعودية، دون أن تملك تصريحًا من الجهات الرسمية يخولها القيام بأي نشاط، سواء كان خيريًّا أو غير ذلك. وإن كان فايز يقر بوجود جمعيات خيرية غير مرخصة فهو يتهم بذلك المجتمع السعودي بأكمله، وبالذات الجهات المختصة في أمور الجمعيات الخيرية. كنت أتمنى أن يغلّب العزيز فايز المالكي الحكمة قبل إطلاقه الاتهامات يمنة ويسرة؛ حتى لا يشوِّه الدور الجميل الذي يحاول أن يقوم به، وهذا قد يوقعه في مشاكل قانونية، هو في غنى عنها، ومن شأنها أن تلهيه وتشغله عن أداء مهمته الخيرية - جزاه الله خيرًا عليها -. لا يعني عدم تجاوب البنوك السعودية مع فايز المالكي أنها بهذه الصورة السيئة التي تحدَّث بها عنها؛ كون البنوك السعودية لا تتعامل في مجال الأعمال الخيرية سوى مع جهات رسمية، تملك تصاريح رسمية، تخولها للعمل في مجال العمل الخيري. ولو انساقت البنوك لدعم أي شخص مهما كان موثوقًا بدون تصاريح رسمية، وبطريقة ارتجالية، فهذا سيوقعها في مشاكل كثيرة، لا حصر لها.
يظل النجم المحبوب فايز المالكي رجلاً محبًّا للخير، وساعيًا إليه.