وانقلبت المعادلة وأحسن صنعاً الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك العزم والحزم الذي جمع قممًا ثلاثًا بمسمى واحد «الحزم يجمعنا».
ثلاث دوائر لثلاث قمم متداخلة كانت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الرئيس والموجود في القمم الثلاث.
ثلاث قمم كبرى بكل المقاييس الزمان والمكان والحضور والنتائج.
قمة أمريكية سعودية خرج منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو مصمم على المضي مع القيادة السعودية الواعية ولسان حالة ومقاله يقول: شكرًا للقيادة السعودية والشعب السعودي على هذا اليوم الرائع الحافل.
وقمة خليجية أمريكية أكَّدت على أن أمن الخليج خط أحمر وأن القيادة الأمريكية الجديدة ستقف في وجه التمدد الإرهابي في المنطقة وبكل أشكاله.
وقمة أمريكية عربية إسلامية أكَّدت على سلامة الإسلام من تهمة الإرهاب التي الصقت به زورًا وبهتانًا.
ودعت إلى التصدي للإرهاب بكل أشكاله ووافقت على إقامة مركز عالمي للتصدي للإرهاب ومركزه الرياض ودعت المجتمعين إلى القيام بالأدوار المنوطة بهم تاريخيًا وأشارت بأصابع الاتهام إلى أن إيران تقف في رأس الحربة في دعم الإرهاب وتمويله واحتضانه.
هذه القمم هي قمم تاريخية بكل المقاييس هي قمم القرن.
وتسجل بحروف من نور للقيادة السعودية التي بادرت وجهزت واحتضنت لتبعد التهمة عن أبناء الإسلام ولتبعد التهم التي ألصقت زورًا وبهتانًا بديننا الحنيف دين الوسطية والسلام.
لقد قلبت هذه القمم الثلاث السحر على الساحر وأنهت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما تبعها من أحداث جسيمة هزت المنطقة برمتها.
لقد أنهت هذه القمم إلى غير رجعة خدعة (فوبيا الإسلام) وأبانت من خلال كلمات القادة المتحدثين الخليجين منهم كالملك سلمان بن عبدالعزيز سلمه الله والشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وكذلك ملك الأردن الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقادة الدول الإسلامية والإفريقية أن الإسلام هو الدعوة إلى السلام وأنه بريئ من تهم التطرف وما تفعله الجماعات المسلحة.
نعم يحق لنا أن نفخر بأننا كنا أمام أيام استثنائية لم تمر بالأمة منذ مائة سنة وأكثرمثله.
لقد لعبت السياسة السعودية دورًا عظيمًا في التوقيت الصحيح وفي الزمن الصحيح وفي المكان الصحيح.
أرسلت رسائل كثيرة وإشارات عديدة وخرجت بنتائج عظيمة ستنعكس إيجابًا على دولنا وشعوبنا الإسلامية والعربية بل على العالم أجمع.
نحن اليوم أمام تحول كبير وتاريخي في سير العلاقات الإسلامية الأمريكية موقع جديد للقيادة الأمريكية مع العالم الإسلامي.
موقع جديد للسياسة الأمريكية الجديدة في مواجهة الغطرسة الإيرانية المدعومة من الروس.
وعلى الروس اليوم أن يفكروا كثيرًا في مصالحهم ومصالح شعوبهم إن كانت تهمهم، بل وفي مصائر حلفائهم تجاه النتائج التي بدت واضحة من خلال هذه القمم الثلاث وأن الأمس ليس كاليوم!!
من اليوم سنرى تحولاً كبيرًا وجذريًا في السياسة الإيرانية التي بدأت تغيراتها تطرأ على الساحة وعلى أرض الواقع، وقد وضعتها هذه القمم الثلاث في مرمى الهدف. وأشارت إليها صراحة أنها السبب وراء الدمار والخراب الذي أحل بدول المشرق والعالم برمته من خلال الملايين من القتلى والملايين من المشردين واللاجئين والديار التي هدمت والحضارات التي خربت.
وعليها أن تفكر ملياً في المخرج من هذا المأزق التي وضعت نفسها طواعية به من خلال الخروج بماء الوجه من مناطق التوتر التي ألقت بنفسه في أتونه ومحرقته.
كذلك اليوم على النظام السوري أن يراجع حساباته فإن اليوم يوم جد والأمر صعب وصعب للغاية وعليه أن يفهم أن المصالح الأمريكية تقاطعت مع دمشق!!
أما نظام المخلوع علي عبدالله صالح والحوثي فليفهموا أن قواعد اللعبة تغيرت وإستراتيجية جديدة للعالم رسمت.
اصطف اليوم خلف القيادة السعودية وحليفها الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية وحتماً سيكونون ضرباً من الماضي وفي خبر كان.
اليوم نحن أمام تحول تاريخي زمام المبادرة فيه بيد القيادة السعودية والأمريكية مكانًا وزمانًا ومخرجات.
رسم قادة المملكة العربية السعودية خريطة طريقه باقتدار وأبهروا العالم بحسن التحضير والإدارة فالتفتت إليهم أعناق العالم وصفق لهم المحبون في عالمنا الحر وتجدد الأمل في مناطق الصراع خاصة في عالمنا الإسلامي كسوريا ولبنان واليمن والعراق وبقية دول المنطقة.
توكلت المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا في مركب واحد على الله واتخذت الأسباب فكانت النتائج مبهرة مبشرة واعدة بأن المستقبل أفضل والقادم أفضل بإذن الله ثم بفضل هذه الرؤية وهذه القيادة التي تخاف الله وترجوه.. «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى».
نجاحات باهرة وقمم تاريخية وجهود موفقة تجعلنا ندعو الله لمن بادر وحضر وجمع وكتب وتكلم بالتوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.