سعد الدوسري
قبل حوالي عشر سنوات، كنت مع الزميلين عبدالرحمن الراشد وفارس بن حزام، في اجتماع عمل، نناقش فيه أوجه التعاون بين قناة «العربية» وبين مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، في مجال التثقيف الصحي. وكنت قبل بدء الاجتماع أدرك أن عبدالرحمن، بحكم علاقتي القديمة معه، منذ كان مديراً لمكتب جريدة الجزيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، في الثمانينيات، يتمتع بحس مهني عال جداً، وأنه سيشرع أبواب التعاون بين القناة وبين المستشفى، وهذا ما حدث، فكان تواجدنا من خلال برنامج «صباح العربية»، ثم من خلال برنامج «دليل العافية»، وهو أول ظهور مستقل للزميلة سارة الدندراوي.
قبل أن نغادر مقر الاجتماع، تطرقنا للقنوات التي يبثها المستشفى داخل غرف المرضى أو في الوحدات السكنية للعاملين. وعندما أخبرته بأن قناة «الجزيرة» هي واحدة من هذه القنوات، ثار غضبه، وهو بالمناسبة من أكثر الإعلاميين الذين زاملتهم هدوءً. حاولت أن أوضح له، أن الفكرة تنبع من الاطلاع على الرأي والرأي الآخر، فأكد لي أن الأمر مع قناة «الجزيرة»، ليست كذلك، وأنها قناة ضد سياسة المملكة.. ولأنه يدير القناة المنافسة لقناة الجزيرة، فلقد أحس أنني قد أفهم بأن رأيه ينطلق من باب المنافسة، فقام بتغيير الموضوع، وتوجهنا لتناول الغداء في أحد المطاعم القريبة من مجموعة الـmbc.
لقد نجح عبدالرحمن الراشد، خلال فترة عمله، مديراً عاماً لقناة العربية، أن يصنع إعلاماً عربياً احترافياً، ينافس من خلاله كل القنوات، بما فيها قناة الجزيرة، خاصة بعدما تحول خطابها العدائي، في السبع سنوات الأخيرة، من خطاب غير مباشر، إلى خطاب مباشر.
اليوم، نحن لا نحتاج إلى أن يضيع إعلاميونا أوقاتهم، لكي يثبتوا أن قناة الجزيرة تعمل وفق أجندة تدميرية. نريدهم أن يقدموا لنا إعلاماً احترافياً يبني ما هدمته تلك القناة.