فهد بن جليد
بالأمس تحدثنا عن بعض المبادرات الإنسانية لشباب الشات في عالمنا العربي، وكيف أن هناك نماذج جيدة ومُضيئة في هذا العالم ونجومه الجُدد بعيداً عن الابتذال والتهريج - السمة الأشهر - لهذه المنصات.
بالانتقال لشات السعودية في رمضان هذا العام، سيلفت انتباهنا أعمال خيرية وإنسانية عديدة يقودها شبان سعوديون ناشطون على هذه المنصات، بالطبع كما ذكرنا بالأمس (فايز المالكي) سيبقى رقماً ثابتاً في معظم هذه المُبادرات، ولعل الأبرز هنا دعم حملات تراحم الإنسانية إعلامياً بعد أن انطلقت مُنذ بداية الشهر الفضيل، بهدف تفريج كرب سجناء الحقوق المالية في المناطق والمحافظات وإطلاق سراحهم برعاية إمارات المناطق ومُشاركة مسؤوليها، هذا عمل يمكن وصفه بالجميل والرائع، كدور إنساني واجتماعي يضيء جانباً من مُبادرات وأعمال خيرية، ظلت حبيسة للجان محددة لسنوات طويلة في كل رمضان، وكنَّا نقرأ فقط خبر إطلاق سراح الموقوفين وإجمالي المبلغ الذي تم تسديده عنهم، ولكنها اليوم باتت لجاناً تعمل بكل شفافية، وبنقل مباشر لحظة بلحظة، وتنافس لجانب رجال الأعمال والشركات وأهل الخير من الباذلين لتسديد ديون هؤلاء الموقوفين .
هذه المشاركة والتغطية منحت السعوديين الناشطين على - سناب شات - بشكل خاص، فرصة لاستثمار حساباتهم على هذه المنصة في تغطية أعمال ومبادرات إنسانية واجتماعية، تفوقوا في بعضها على التلفزيون الذي ظل منشغلاً طوال الشهر بالمسلسلات والمسابقات والبرامج الحوارية وبعيداً عن مثل هذه الأعمال.
صورة الاستخدام الخاطئ في مجتمعنا لهذه المنصة ستعود - برأيي - على ما كانت عليه قبل الشهر الفضيل، لتبقى عند الكثيرين مجرَّد (منصة تهريج) و(اقتحام) لخصوصيات الآخرين وتنافس في (الأكل والشرب)، ويوميات فضائحية - لا أكثر - مع توقعنا بأن هناك مجموعة من المشاركين في هذه المبادرات - سيستمرون حتماً - في جعل حساباتهم منصات إنسانية اجتماعية حتى بعد رمضان وهو ما نأمله.
لاحظ أنَّ المُستفيد الأول مما حدث في رمضان هو صاحب الحساب الذي ظهر نجماً ومبادراً في عيون متابعية وهم يقومون بالتصفيق له والإشادة بدوره، وكأنَّه هو من قام بالتسديد والدفع من جيبه الخاص لإطلاق سراح السجناء، بينما الحقيقه أنه فقط قام بالحضور ونقل ما يحدث، مع تقديرنا لدوره وشهرته وإنسانيته، والاختبار الحقيقي هو الاستمرار بعد انقضاء رمضان، لحصد المزيد من الشهرة المجانية والإشادة على غرار ما يجنيه السابقون في مضمار العمل الإنساني الذي لا يتجاوز منصات الشات.
وعلى دروب الخير نلتقي.