سلطان بن محمد المالك
الملياردير جيف بيزوس المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون الأمريكية الشهيرة الرائدة في التجارة الإلكترونية، ثاني أغنى شخص في العالم حيث تقدر ثروته بما يتجاوز 80 بليون دولار امريكي، نشر الخميس الماضي من خلال حسابه في تويتر تغريده لمتابعيه الذين يقدرون بـ250 ألف متابع، وطلب منهم مقترحات وأفكار للمساهمة في تقديم دعم ومساعدة في إنفاق جزء من ثروته في أعمال خيرية، بحيث يكون تنفيذها خلال المدى القصير وأن تكون ذات أثر فعال ودائم وتخدم حاجات ملحة للناس. وبنفس الوقت طلب من متابعيه في حال عدم مناسبة طريقة طلبه أن يبدو سبب عدم مناسبتها. وخلال فترة وجيزة جدًا قرأ التغريدة أكثر من 16 ألف متابع وأعاد تغريدها 7914 متابع، وتلقى 29300 رد متضمنة عددًا من الأفكار والتوصيات من متابعيه.
السيد بيزوس كان بإمكانه أن يتعاقد مع أعرق وأكبر الشركات الاستشارية المتخصصة ويطلب منهم تقديم أفكار ومقترحات ولكنه فضل أن يتخاطب بشكل عفوي ومباشر مع متابعيه على اختلافهم، وفي قناعته أن هذه الطريقة سوف تساعده على التوصل بشكل سريع لأفكار ومقترحات قد لا يحصل عليها من فريق عمل أو مستشاريه ويستطيع تنفيذها بشكل عاجل وسريع.
شخصيًا أعجبني أسلوبه في طلب الأفكار فقد تميز بالبساطة وبالصراحة والمباشرة، ومثل هذه الطريقة تعد نادرة الحدوث أن يطلب ثاني أغنى رجل في العالم من الناس مساعدته في كيفية الإنفاق على أعمال خيرية، وهو بتلك الطريقة كسب الكثير، ومن ذلك وصول أفكار ومقترحات بشكل مباشر وسريع، وإعجاب الكثير ببساطته وبطريقته والأهم أن هناك تسويقًا بشكل غير مباشر وغير مقصود لشركاته. وبالطبع من المهم أن يعلن بعدها عن أفضل الأفكار التي وصلته وما تم اختياره مع منح من فاز بأفضل فكرة جائزة على فكرته وإعلان ذلك بنفس طريقة إعلان طلب الأفكار.
في علم الاتصال كلما كنت مباشرًا وواضحًا في طرحك سوف تصل رسالتك للمتلقي ببساطة وبسرعة، والنتائج سوف تكون بنفس طريقة الطرح مباشرة وسريعة التفاعل وهذا ما حصل في طلب السيد بيزوس.