مها محمد الشريف
إن كافة التدابير الإدارية والسياسية في حكومة قطر تتمخض عن نتائج ثورية غايتها الأساسية سياسة الهدم لكل الدول المحيطة بها تمارس ضدهم أقصى وسائل البطش والإرهاب، ونتيجة لمجمل هذه السياسة والأعمال التخريبية تكونت عوامل تشير إلى كشف قيادة عميلة تختبئ خلف المصائب والتهديدات التي أصابت الأمة في مقتل.
لقد فقدت قطر وعيها بذاتها فهي تسير عكس التيار تمجد سياسات الدول الراعية للإرهاب بإحساس مفرط بالثقة، حتى بات مستقبلها في قبضة هذه الأنظمة المتغطرسة الملوثة بدماء الأبرياء، وفي أعناقها ذنب الشعوب المهجرة والمدمرة.
يجب أن نتعلم كيف نفسر الأحداث منذ اللحظة لأولى بعد خديعة دامت أكثر من عشرين عامًا، وعليها دفع ضريبة باهضة نتيجة لهذه الأعمال الإرهابية، ومن المفارقة التاريخية غير الموضوعية ضلوع قطر مجددًا في تفجيرات مانشستر وحريق برج لندن، حيث عبر السفير البحريني في لندن، فواز بن محمد آل خليفة، عن قلقه من ارتباط قطر، بالجماعات الليبية الإرهابية.
وأبدى السفير البحريني استياءه، بعدما ربطت تقارير، بين المسؤول عن تفجيرات مانشستر الأخيرة، سلمان العبيدي، وجماعات ليبية إرهابية، مدعومة من الدوحة.
لعلنا استطعنا، فيما سبق ذكر المواقف الأخيرة من تفجيرات لندن، إِذ يمكن القول إن هناك في مسيرتهم التاريخية هاجس العظمة حتى أصبح على هيئة حكومة عالمية تمسك بزمام الأمور في الكرة الأرضية، كي تبني لها حصنًا منيعًا حاملة يافطة كُتب عليها: غباء الواقع وإلغاء الضمير، تحولت نقاط الضعف إلى سلطة مبتذلة تستولي على الأحزاب والمنظمات بالأموال وتمنحهم امتيازات مدفوعة بخطط شيطانية لها سيطرة سياسية واقتصادية بدماء باردة.
ولكن لن يعبر هذا القطر على جسور الأمم النبيلة كي يصل إلى أهدافه التدميرية، فقد ثبت تورط قطر في ليبيا وكشف تدخلاتها التخريبية وتجنيد الميليشيات لزعزعة أمنها واستقرارها والتآمر مع رئيسهم السابق معمر القذافي، حيث أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، الأربعاء، حظر تصدير النفط للشركات التي تتعامل مع قطر أو تكون قطر شريكًا فيها، وذلك بسبب دعم الدوحة للإرهاب.
ووجه رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبدالله الثني، خطابًا إلى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس يطلب منه، ومن شركات النفط الليبية، وقف التعامل مع شركة «غلينكور» لتصدير النفط، بسبب تعاقدها مع قطر وأي شركة تتعامل مع الدوحة.
لقد كتب المتآمرون نهايات دول عريقة بجرة قلم خائن لوطنه وجيرانه وقوميته، ليصبح بطلاً لسياسة خارجية ويغلق الكتب على تاريخ ملوث بالخزي والعار، ويعرض صورًا لعبوات اللبن التركي على أرفف الأسواق فهي تضع تركيا على المحك، وتضع السياسة التركية برمتها في الأزمة على مفترق طريق مصيري، فإما السعودية بثقلها السياسي والإسلامي والاقتصادي، وإما قطر التي انكشفت والقبول بما قد يطال تركيا نفسها من التهمة ذاتها والحكمة والمنطق.
ولكن المصلحة التركية تقول على تركيا أن تكرر زياراتها للرياض وتسهم في إنقاذ حكومة قطر وحل الأزمة، وأن تحتفظ ثانيًا بعلاقة متينة مع المملكة قائدة العالم الإسلامي.