جاسر عبدالعزيز الجاسر
المتابع لمسار الأزمة بين الشقيقة قطر والدول العربية المقاطعة لقطر، تتجه لمسارات لا تخدم المصالح العربية وبالذات مصالح دول الخليج العربية، وبالتحديد مصلحة أهل قطر الذين تدفعهم جماعة الأربعة الحاكمة إلى أحضان الغرباء الطامعين ليس بثروة أهل قطر، بل بكل ثروات العرب، ولم يتساءل أهل قطر بعد عن الحكمة في خسارة الشقيق والجار والقريب والوقوع في أتون البعيد والحزبي والمتطرف واعتبارهم سندًا وعضيدًا.
ليس في مصلحة العرب والأكثر من مصلحة أهل قطر أن تستمر الأزمة التي ستكلف قطر الدولة والشعب الكثير، فمع تصعيد تعنت جماعة الأربعة واندفاعهم في الغي الذي يسيرون عليه سيتم قضم الكثير من ثروة أهل قطر، لأن شراء انحياز أعداء قطر والعرب سيكون له ثمن، ثمن عاجل يدفع الآن بتقديم أضعاف قيم استيراده من مواد غذائية ومواد تمويلية من مواد بناء وغيرها ممن خصصوا موانئ وسيروا طائرات وكأنهم ينتظرون تلك الفرصة لقضم جزء من كعكة قطر التي كان نصيب الإرهابيين ومليشياتهم كبير فيها، هم على علم بذلك ولذلك كانوا جاهزين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية على حساب أهل قطر.
هؤلاء المنتفعون ولا حاجة بنا لتشخيصهم لأن أهل قطر يعرفونهم جيدًا، وهم من يسعون إلى تحويل الأزمة إلى «مبارزة إعلامية» ظنًا من أن الأبواق الإعلامية التي أنشأها المتحزبون والمتطرفون بأموال أهل قطر، قادرة على تغييب الحقائق التي بات الجميع يعرفها، والتي شوّهت صورة أهل قطر الذين كان الجميع يشهد بنقاء سريرتهم وطيبتهم حتى قام حمد بن خليفة بعزل والده ليحول قطر إلى «قاعدة» لدعم وتمويل الإرهابيين والمجرمين والمعارضين لحكومات بلدانهم والخائنين لأوطانهم.
هل يعلم القطريون أن أميرهم السابق، الذي يطلقون عليه لقب «الأمير الوالد» بأنه بات لا يستحق مثل هذا الوصف بعد تكشف جرائمه وأفعاله التي واحدة منها تجعل أي قطري شهم يتبرأ منه، وهي تآمره مع المعتوه الرئيس السابق لليبيا معمر القذافي لاغتيال الملك الطيب الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- .
أمثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتآمر على اغتياله، ومن قِبل مَن؟، من أمير دولة شقيقة وجارة للمملكة العربية السعودية كانت وستظل سندًا لأهل قطر.
هذه الجريمة وحدها كافية للتخلص من هذا الإنسان الذي حول قطر إلى حاضن لكل من يحقد على أهل الخليج العربي من كبار مجرمي وإرهابيي الإخوان المسلمين والمنبوذين من مجتمعاتهم الفارين من العدالة والقانون ويوظفهم وبأموال قطر، لترتيب الأعمال الإرهابية والإجرامية وخوض المؤامرات التي أشغلت وضربت عديدًا من الدول العربية.
هل أهل قطر يرضون بمثل هذه الأعمال؟ وهل يقبلون بتحويل بلادهم إلى محضن ومأوى للبعيد والحزبي والمتطرف والإرهابي وتوظيفهم كمرتزقة وبأموال أهل قطر لتدمير وتخريب أهلهم وأشقائهم في السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين واليمن، وليبيا؟.