محمد العيدروس
** يخطئ من يعتقد أن المشكلة القائمة بين المملكة والحكومة القطرية هي مشكلة شخصية ثنائية.
ما يحدث هو صراع بين المجتمع الدولي بشكل كلي وحكومة لدولة صغيرة تمارس العبث السياسي واللعب بالنار والخروج على المعاهدات الدولية والقيم الحضارية.
** يشهد التاريخ بكل مفاصله وحقبه الزمنية، أن المملكة العربية السعودية لم يكن لها يوماً ضغينة على أحد أو أطماع أو رغبات في ممارسة الوصاية على أحد كائناً من كان.
** ويشهد الساسة والمحللون سواء القدماء أو المعاصرين أن سياسة المملكة تقوم على مبدأ التسامح وحسن النوايا وتتبع سياسة النفس الطويل والتماس الأعذار حتى لمن يعلن معاداتها ويكيد لها المكائد والمؤامرات.
** وعلى حكومة قطر ومن يقف خلفهم من المرتزقة المنتفعين أن يحمدوا الله كثيراً.. أنَّ من يقف في وجههم هذه المرة هي المملكة والسعوديون بحكمتهم وصبرهم وحسن نواياهم ومحافظتهم على الجوار وصلات القربى. وكنت أتمنى لو كانت دولة أخرى مثل إيران والعراق أو.. أو... هو الخصم اللدود لقطر بدلاً من المملكة.... عندها كانوا سيرون النون وما يعلمون.
وكنا نتمنى لو تخيلت حكومة قطر سيناريو.. لا ولن نتوقع أن يحدث.. وهو أن المملكة بقوتها الضاربة وحجمها ومكانتها الإستراتيجية في العالم قامت بإبادة هذه الإمارة الصغيرة الشقية عن بكرة أبيها وفككت مفاصل نظامها «الهش».. وتركتها تعاني الويلات في لحظة وغشاها.
ولكن قدرهم الجميل أن خصمهم هذه المرة هي المملكة العربية السعودية.. واحة المحبة والسلام والإخاء.
** على القطريين أن يتنازلوا عن الغطرسة والغرور والكبرياء الكاذب الذي يعتقدون أنه قد يحميهم... ويعلنوا للعالم اعتذارهم للمملكة وللمجتمع الدولي بإخطائهم وما ارتكبوه من ممارسات ودعم وعبث، ومن ثم الرضوخ لمتطلبات المجتمع الدولي ودول الخليج.
** نعتقد أن الفرصة لازالت سانحة جداً وفي متناول اليد لأن يتقدم القطريون باعتذارهم ويعلنوا رضوخهم لشروط المجتمع الخليجي والعربي والدولي.
وعلى حكماء قطر وشيوخها والعقلاء فيها، إفهام حكومة الإمارة الصغيرة تلك أن المعركة خاسرة طال الزمن أم قصر.. فالخصم هذه المرة.. محيط شامخ وهرم كبير قادر على تحويل ما يرتدونه من غتر بيضاء إلى مناديل للعواء والبكاء والنحيب.
** صدقت حكومة قطر (أو هكذا تخيل لها) أنها قادرة من خلال قناة فضائية ومجموعة من المرتزقة الإعلاميين العرب.. على العبث بأمن المملكة والمراهنة عليه.. كما فعلت قبل ذلك مع حكومات عربية (هشة) تمكنت من خلخلتها وإسقاطتها.
** المملكة العربية السعودية (يا سادة) أكبر وأقوى من ذلك بكثير.
ومن الغباء والجهل بمكان حتى مجرد التفكير في اللعب معها أو محاولة مجاراتها.
** ليس ذنب المملكة والسعوديين أن قطر إمارة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ربع مساحة العاصمة الرياض.
وليس ذنب المملكة.. أنها كبيرة ومحبوبة ومحط أنظار وملتقى لساسة ومتخذي القرار في العالم.
كما أنه ليس ذنب المملكة والسعوديين أن حكومة قطر تعاني مرضاً نفسياً يفتك بها منذ عشرات السنين.
** سياسة هذه الإمارة الصغيرة.. قامت على منهج الشعور بالمؤامرة والنقص والاعتقاد الخاطئ أنها صغيرة متواضعة ومن حولها كبار.. متميزون.. ملفتون للأنظار في كل شيء.
وبالتالي.. كانت طبقاً شهياً لكل مرتزق ومتمرد وأهوج للقدوم إليها واستغلالها كفرصة ثمينة للثراء السريع أولاً ثم تفخيخ ما في الذات من عُقد ونفسيات ومؤامرات نحو الجيران.
وما أخشاه في قادم الأيام هو أن تتحول هذه الإمارة (البائسة) إلى بريتوريا 2017 التي كرهها العالم أجمع وأصبحت مضرب المثل في العنصرية والكراهية.
** أعتقد أنه لا علاج أو حلول لما ارتكبته هذه (الإمارة الصغرى) من حماقات (وبلاوي) تجاه جيرانها الخليجيين وتجاه المجتمع العربي والدولي.. سوى الرجوع للحضن الخليجي الدافئ.. إلى الاعتذار العلني.. وطرد الرموز المتآمرة والقنوات البغيضة من العاصمة الدوحة.
إلى الإعلان عن سياسة خارجية معتدلة تتماشى مع النسيج الخليجي العقلاني..
.. إلى طرد الفرس والمرتزقة العرب والأخوانجية والقوميين من فلل الدوحة الفاخرة..
.. إلى العودة إلى اتجاه المنطق والعقل والاعتذار والتعهد.. والانسلاخ من الدعم الإرهابي واللوجستي للمنظمات والأفراد المشبوهين.
وحينها نثق بقوة أن المجتمع الدولي سيغفر للإمارة الصغيرة وسيدعم السعوديون إخوتهم مجدداً وسيقدمونهم للعالم الحديث بصورة المتعافي القادم من إدمان الإرهاب والمؤامرات.
** حفظ الله المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين وولي عهده وولي ولي عهده، وأدام الله عز وقوة هذا الوطن الشامخ الجميل دوماً وأبداً.