مهدي العبار العنزي
لا يعرف العالم العربي من قبل مصطلح غسيل المعلومات!! وهو ليس ببعيد عن غسيل الأموال والذي يعني تبييض الأموال وغسيلها، من خلال عملية أو عمليات يتم من خلالها تحويل الأموال أو الأصول غير القانونية، إلى أموال وأصول قانونية بشكل ظاهر، وهي بالأصل تأتي من تهريب المخدرات والتهرب من الضرائب، وتهريب الأشخاص والسرقات والتجارة بالسلاح والممارسات الفاسدة وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
أما غسيل المعلومات هنا يمكن القول إنها حملات إرهابية وعنصرية وقيل إنها بدأت في عام 1995، حيث بدأ بها التنظيم الإرهابي KKK حيث يقوم هذا التنظيم بنشر أفكاره من خلال الشبكة العنكبوتية بأقل التكاليف، وذلك بإضافة مصطلحات الكراهية في كثير من المعلومات التاريخية المعروفة، والزج بالمحللين والبرامج الإذاعية والتلفزيونية لمواكبة أي حدث سياسي وهام، لكي يتم تغيير الحقائق وتزييفها والتدليس على المتلقي وبث الكراهية، والتي تبدأ بالرموز لكي يصبح المجتمع متخلخلاً وهشاً وقابلاً للسقوط في أي أزمة يتعرض لها.
أما غسيل المعلومات والذي استخدمته حكومة قطر ضد الدول العربية والمسلمة وأهمها بلاد الحرمين ومهبط الوحي، أشبه بما تقوم به منظمة الـKKK، فقد اخترعت مسمّى الوهابية ونشرته في الداخل والخارج، وزيفت الحقائق من خلال دمج بعض المواد العلمية والتعليمية بلغة الكراهية لتأخذ طابع الشرعية؛ الأدهى من ذلك قامت حكومة قطر بتسمية مسجد باسم الإمام محمد بن عبد الوهاب، ومن منبره يتم إرسال وصنع الأفكار وإقناع الشباب المسلمين بفكر يختلف كلياً عن فكر الإمام ومنهجه الوسطي.
غسيل المعلومات تحتاج إلى قنوات موجهة للشباب وقنوات وثائقية وقنوات رياضية وقنوات إخبارية، وعلى صغر مساحة دولة قطر، إلا أنها تمتلك وتدعم قنوات لو وزعت على عدد سكانها لغرقت؛ فكل هذه الأدوات تتوفر عندها! مصر والكويت هي الدول التي دخلت السينما والموسيقى والبرامج التلفزيونية قبل أن تستقر قطر، ولا يوجد لهذه الدول التي سبقت قطر قنوات وموظفين ومعاهد ومراسلين في جبال تورا بورا، وتنفرد قناة قطر (الجزيرة) بالحصري لبث أشرطة وخطابات للمنظمات الإرهابية!!
بعد 2011 تكشفت هذه القنوات واتجهت حكومة قطر لدعم مواقع التواصل الاجتماعي ودعم المعارضين، واحتضان قادة المنظمات المصنّفة على أنها إرهابية وتجنيسهم بل الافتخار بذلك وتقبيل رؤوس قادتها!! ولكن صدمت قطر بالشعوب العربية والخليجية أنها كانت على قدر عالٍ من المعرفة والعلم ودحر الأباطيل والحب لأوطانها، وعدم الانصياع للأفكار الهدامة والتي تدعو للعنصرية والتشرذم، وضرب اللحمة الوطنية وتخريب البلدان العربية باسم الثورات العربية والحقوق المسلوبة من الشعوب، في وقت كانت تلك الدول ترفل وتنعم بالأمن والأمان والاستقرار، وكانت تفكر أن الثورة هي مجرد اعتصامات مؤقتة لتنفيذ مطالب الشارع، ولم تتوقع أن الأمر سيتطور للاستيلاء على مفاصل الدولة واللعب بمقدراتها، وتغيير تاريخها ومواقفها وسياساتها لتصبح ضد العرب والمسلمين!
كل هذا كان بالمال والدعم السخي من حكومة قطر وللأسف ضد جيرانها والعرب والمسلمين؟ وبعد هذا كله وبعد أن دعتها دول مجلس التعاون والدول العربية والمسلمة إلى الالتزام؛ تعاقدت حكومة قطر مع شركات كبرى في العلاقات العامة لتبييض صورتها أمام صنّاع القرار والمحاولة لتقويض أي قرار قد يصدر ضدها خلال الأيام القادمة؛ والسؤال هنا هل ستنجح حكومة قطر بالتحالف مع معارضي الرئيس المنتخب ترامب، وهل سيحمي القانون الخارجين عن القانون؟! وهذه أيضاً تسمى غسيل المعلومات وطمس الحقائق.
حكومة قطر والتي تعاني من مرض عقدة النقص، والذي جرها إلى كل هذه الأخطاء التي ارتكبتها تجاه شعبها وجيرانها والعرب والمسلمين طيلة عقدين من الزمن، ووصل بها الحال أن تدعم الجماعات المتطرفة والإرهابية والمتورطة بتنفيذ عمليات في السعودية والخليج وأمريكا وأوروبا وقتلت الأبرياء باسم الدين الإسلامي وشوهت سمعة المسلمين في كل دول العالم.
تحاول حكومة قطر الآن، غسيل المعلومات التي قدمت ضدها، وهذا تطور جديد وغير مسبوق! وبلا شك أنها تعتمد على وعود وخطط مسبقة تم وضعها في أجندة حكومة قطر؛ وحسب محللين ومسؤولين في البيت الأبيض أن هذا الأمر لن يتم في أي حال من الأحوال، وعلى حكومة قطر التوقف عن دعم الإرهاب والجماعات المتطرفة فوراً، والوفاء بالمعاهدات والمواثيق التي وقعت عليها وتهربت منها.
السؤال هو:
منظمة الـkkk منظمة إرهابية ومعروفه وتحارب المسيحية واليهودية والمهاجرين، وتعتبر كل شخص غير أبيض لا يستحق الحياة حسب اعتقادهم!
أما حكومة قطر فلمن تتبع ؟ وما هو هدفها ولصالح من يتم تشويه سمعة الإسلام والمسلمين؟
- واشنطن