يعتبر علم أمن المعلومات من العلوم الحديثة في العصر الإلكتروني الراهن وهو العلم القائم بشكل أساسي على تأمين جميع المعلومات التي يتم تناقلها عبر جميع خطوط الاتصال الإلكتروني وشبكات الإنترنت العنكبوتية من أي تهديد الكتروني محتمل وبحيث يجعلها تحت السيطرة الكاملة لكي تبقى في مكان آمن ومستقر في نفس الوقت, لاشك بأن أمن المعلومات يلعب دور مهم, بل في غاية الأهمية للحفاظ على جميع المعلومات وتأمينها بشكل احترافي, بالإضافة إلى أن المحافظ على دقة وسرية البيانات ضد أي هجوم إلكتروني استهدافي سواء خارجي أم داخلي.
المملكة العربية السعودية هي جزء من العالم وشهدت عددا من الهجمات الإلكترونية وهي ما يسمى بالحرب الإلكترونية التي تعتبر صراعا وميدانه شبكات الإنترنت العنكبوتية وينطوي على هجمات ذات دوافع سياسية واقتصادية واجتماعية على المعلومات بمختلف أنظمتها وأشكالها وتشكل هذه الهجمات العديد من المخاطر كتعطيل مواقع الويب الرسمية التابعة لدولة كالجامعات والشركات والمواقع الحيوية الأخرى، وسرقة البيانات السرية أو تعديلها والتغير في الأنظمة المالية أو إجراء بعض المهام التخريبية بها.
وأرجع خبراء التقنية ما حدث من اختراق بأنه نتيجة لضعف الحصانة المعلوماتية لدى الكثير من الجهات الرسمية وانتقادهم بعدم وجود أمن معلوماتي متكامل يقوم بالتصدي لمثل هذه الهجمات الإلكترونية المختلفة, ولوجود ضعف في الاهتمام على مستوى البنية التقنية التحتية وأنه هناك ثغرات في أنظمة الجهات سواء الحكومية أو الخاصة.
ومن أسباب حصول الهجمات هو نقص في التوعية المعلوماتية مع الأشخاص الذين يتعاملون مع الأجهزة الحاسوبية بمختلف إشكالها وإحجامها في القطاعات العملية في الدولة فلابد بأن يتم تزويدهم بالتوعية بشكل احترافي إثناء العمل، ولكي يكونوا على قدر عال من المعرفة الإلكترونية بكل أشكالها وعلى فهم واسع في مجال الاختراقات التي قد تحدث جراء أي خطر إلكتروني قادم في المستقبل.
يقوم المركز الوطني للإرشاد التابع لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بجهود كبيرة للتحذير عند وجود هجمات إلكترونية و يعمل على الإنذار المبكر لجميع الجهات الحكومية والقطاعات المترابطة في الدولة في حالة وجود خطر إلكتروني قادم، لتقوم برفع مستوى الحيطة والحذر أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى تقديم النصائح اللازمة للتعامل مع الفيروس في حالة وجود اختراق إلكتروني.
استغلت العديد من الشركات المتخصصة في مجال تقنية وأمن المعلومات هذه الأحداث بالتسويق عن كثير من منتجاتها المختلفة أثناء الهجمات الإلكترونية في مختلف الفترات الزمنية الماضية التي تعرضت له الدولة، وأيضا في ضل غياب المحترفين السعوديين التخصصين في مجالات أمن المعلومات، نظرا لتوجههم إلى الجهات أو القطاعات الخاصة التي تقدم الكثير من الميزات لهم سواء على المستوى التطويري أو التعليمي أو ربما حوافز مالية تشجيعية.
وهنا لابد من أن تقوم الجهات الحكومية على استقطاب ذوي المؤهلات الوطنية التي سوف تسهم بتقوية البنية التقنية لها ورفع مستوى الحماية لدى بياناتها الإلكترونية وتحديثها بشكل مستمر وجعلها في شكل آمن. أوصى كثير من الباحثين على أنه لابد بأن تعمل الجامعات على البدء بإنشاء تخصص أمن المعلومات والتخصصات المتعلقة به كأمن الشبكات وأمن الإنترنت, نظرا لقلة توفره في كثير من الجامعات السعودية, ونظراً أيضا لطلب الكبير والاحتياج الذي يواجه سوق العمل سواء بالقطاع العام أو الخاص.
** **
- أستاذ علوم الحاسب المساعد جامعة المجمعة