ها نحن نستقبل ضيفاً كريماً، ونستبشر بقدومه، ونردد له أهازيج الفرح وعبارات الشوق، تعبيراً عن حبنا له...
ضيفنا شهر عظيم وشهر كريم.. ضيفنا رمضان الرحمة والمغفرة والعتق من النار...
وفي ظل فرحتنا العارمة بهذا الضيف.. تتزين الموائد الرمضانية في هذا الشهر العظيم بما لذ وطاب من الطعام والشراب وجزاء النعم الحمد والشكر للمُنعم المتفضل بها علينا... قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} فلك الحمد يارب على جميع النعم ظاهرها وباطنها.
ومما يعرفه الجميع أن كل المجتمعات الإسلامية والعربية تكون مائدتها الرمضانية مختلفة عن غيرها في الأنواع والأصناف والتنظيم والتنسيق.. فالمجتمع المصري يختلف عن المجتمع المغربي وكذلك المجتمع العراقي والسوري وأيضا المجتمع الخليجي يختلف في إعداد مائدته الرمضانية من مجتمع لآخر.. وكل مجتمع له ثقافته وعاداته وتقاليده في إعداد مائدته الرمضانية...
ويبقى هناك شيء مشترك بين هذه الموائد جميعاً مهما اختلفت إلا وهو الطابع الإسلامي القائم على الحب والسلام والتمسك بمبادىء الدين الإسلامي.
وعلى الرغم من ذلك قد لا يرى الكثيرون.. ضرورة وجود مائدة رمضانية مختلفة تماما عن سابقاتها.. كيف ذلك؟
هنا استفهام يحتاج إلى إجابة.. ويتبادر إلى أذهاننا أسئلة أخرى.. تحتاج إلى وقفة للتفكير..
هل رمضان شهر تزيين الموائد والمبالغة في ذلك؟
هل رمضان شهر لتصوير موائد الطعام والتباهي بها في مواقع التواصل؟
هل رمضان شهر للإسراف والتبذير في الطعام والشراب وقبل ذلك الوقت؟
وكم من هل؟ تحتاج إلى لماذا؟ وكيف؟ ولربما...
وفي نهاية مقالي.. أتمنى أن تكون مائدتنا الرمضانية مختلفة لهذا العام قلباً وقالباً في إعدادها واحتساب الأجر فيها وأن تكون مائدة رمضانية مختلفة بالحب والتسامح والألفة وجمع القلوب.