فهد بن جليد
عندما فاز فريق الزمالك بكأس مصر أمام منافسه التقليدي الأهلي 3-1 في أغسطس الماضي، كان لافتاً توجه نجوم الفريق وعشاقه للاحتفال بالكأس عبر منصات السوشيال ميديا من كل مكان، كانت هذه واحدة من التجارب التي زادت تعريف الجمهور المصري بكافة شرائحه - بالسناب شات - الذي لا يحظى باهتمام المصريين عادة، وشعبيته هنا أقل بكثير مما هو عليه في أوروبا والخليج والسعودية تحديداً, وذلك على حساب المنصة الأشهر والأكثر انتشاراً في مصر والوطن العربي الفيس بوك ثم انستقرام وتويتر، بعض التوقعات والإحصاءات تشير إلى أنَّ هناك 10 آلاف مشترك جديد يتم تسجيلهم يومياً على سناب مصر، وهو ما ساعد في انتشار الإعلانات وتزايد مُبادرات تسليط الضوء على الحالات الإنسانية التي تحتاج مساندة أو مساعدة عبر هذه المنصة بواسطة نجوم جدد حصدوا الشهرة، الأمر الذي دعا الكثير من المنصات الأخرى حول العالم مثل (فيس بوك، انستقرام، تويتر) إلى إتاحة فرصة الفيديو ومشاركة اليوميات مع الآخرين.
بالانتقال للأردن يبرز نجاح سائق التاكسي (ليث) الشاب الأردني الذي حصل على عشرات الآلاف من المتابعين العرب خلال ثلاثة أشهر فقط، شهرته جاءت بالصدفة نتيجة توثيقه ليومياته مع التاكسي، وتعليقه على مواقف ونفسيات ومشكلات الزبائن والأماكن التي يقوم بتوصيلهم إليها بسيارته الصفراء، (ليث) يتبرع بـ20 % من أجر التاكسي يومياً لصالح مؤسسة السرطان في الأردن بعد هذه الشهرة التي حققها كمُبادرة إنسانية صنعت منه قدوه للكثيرين.
في الكويت اتفق معظم نجوم السوشيال ميديا على التبرع بأجور إعلاناتهم في شهر رمضان للجمعيات الخيرية، هذه المُبادرة تأتي وسط ارتفاع أسعار الإعلان التي تتجاوز 1500 دينار، هذه إحدى مبادرات التحول الإنساني عبر منصات الشات، والتي تتزايد عبر هذه الوسائل يوماً بعد آخر في عالمنا العربي، فهناك الكثير من الحسابات الشهيرة في المجتمعات العربية لا يمكن استعراضها هنا، وإن كانت تصب جميعها في نشر العمل الخيري ودلّ الناس عليه، ولعلنا هنا نذكر قائد العمل الإنساني الخليجي والعربي الأشهر عبر هذه المنصات الفنان السعودي فايز المالكي الذي يستحق التكريم من المؤسسات العربية الإنسانية والإعلامية.
هذه المُبادرات الإنسانية بمثابة زكاة الشُهرة التي يفترض أن نجوم الشات الجدد في عالمنا العربي يدفعونها - بطيب نفس - لمجتمعهم ومحيطهم، غداً سنتعرف على أشهر مبادرات الشات السعودية في هذا الشهر.
وعلى دروب الخير نلتقي.