رائحة الفم الكريهة، أو انبعاث رائحة غير مقبولة من فم البعض من الأمور المزعجة، التي تؤثِّر سلبًا على علاقة صاحب الفم المريض بالآخرين المتعاملين معه عن قرب، فما أسباب كراهة رائحة الفم (أو البخر)، وهل هي مرض أم عرض وهل يمكن التخلص من هذه المشكلة المزعجة؟
يقول د. أحمد قعقع اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة على هذه التساؤلات:
تعد رائحة الفم الكريهة من الأمور الشائعة جدًا ويقدر نحو 50 إلى 60 مليونًا من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من هذه المشكلة، وينفق الكثير لشراء المواد التي تستعمل للعلاج والسيطرة على رائحة الفم الكريهة.
وتعرف (نتانة الفم) بأنها إنتاج مستمر لرائحة كريهة أثناء التنفس عبر الفم، وهنا يجب التفريق بين الرائحة الكريهة وبين ما يوصف برائحة الفم الصباحية أو الروائح المنبعثة من الفم نتيجة لتناول أصناف من الطعام الذي ينتج هذه الروائح وكذلك التدخين.
وحول أسباب وجود هذه الرائحة يقول د. قعقع: إن النظرية الدارجة بشأنها هي بأن البكتريا والجراثيم الهوائية ذات الصبغة السالبة والكامنة في اللسان؛ وبصورة أقل في جيوب اللثة المريضة التي تصدر أنواعًا من الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت التي تنتج المركبات الكبريتية الطيارة التي تتميز برائحة كريهة وغير مستحبة.
وهذه الأحماض الأمينية الذي يعتقد بأنها مادتي (CYSTGINE - METHLENINE) التي تظهر بعد أن يتم تحطيم البروتينات في الخلايا داخل اللثة وكذلك من خلايا كريات الدم البيضاء والدم المتجمع في جيوب اللثة المريضة.
والجدير بالذكر أن البكتريا المسؤولة عن هذه الأمور تكون موجودة أصلاً في الفم، ويمكن حساب نسب الأسباب المؤدية لرائحة الفم الكريهة كالتالي:
- 85 في المائة: 90 في المائة من داخل الفم.
- 5 في المائة: 10 في المائة من داخل الأنف والجيوب الأنفية.
- 1 في المائة : 3 في المائة من الجهاز الهضمي.
وعليه فإن الاهتمام بالأسباب وعلاجها يجب أن تكون موجهة وبصورة أساسية ودقيقة نحو الفم.
وهناك بعض الأسباب القليلة المؤدية لرائحة الفم الكريهة لا بد من التنويه لها ومنها:
- الإصابة ببعض الأمراض كفشل الكلية والكبد وكذلك مرض السكري وكل حالة لها رائحتها المميزة.
- وجود جفاف في الفم يؤدي إلى رائحة غير مقبولة وذلك لفقدان خاصية التنظيف من قبل اللعاب للفم مثل رائحة الفم عند الصوم.
- المرضى الذين يعانون من جفاف الفم نتيجة العلاج بالأشعة العميقة لعلاج الأورام، وكذلك الأمراض المناعية التي تصيب الغدد اللعابية.
- استعمال الأدوية التي من الممكن أن تؤدي إلى جفاف الفم مثل مضادات الحساسية المعروفة وأدوية علاج ضغط الدم، والأدوية النفسية.
- الحالات المرضية في الفم والأنف كالتهابات الجيوب الأنفية المزمن مع وجود أجسام غريبة بالأنف وخصوصًا عند الأطفال وكذلك وجود الأورام بالأنف والفم والالتهابات الفطرية والالتهابات المزمنة باللوزتين.
- الحالات المرضية للمريء كتوسيع المريء المزمن وتفسخ الطعام فيه وعدم صرفها للمعدة.
- التدخين وشرب الكحول من الأسباب المهمة والشائعة.
وعن وسائل التشخيص والعلاج:
يجب أخذ القصة المرضية بشكل دقيق ومكثف مع فحص شامل للجهاز التنفسي والهضمي العلوي وفحص كامل للأسنان وفحص الفم بشكل دقيق (اللسان، واللوزتين، والبلعوم، والحنجرة) وكذلك فحص الأنف والجيوب لذلك فإن العلاج الناجح يعتمد على التشخيص الدقيق حيث قد يتم العلاج بقسم الأمراض الباطنية وقسم الأسنان والفم وأيضًا في قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة.