أتجمهر مع الجمهور لأسترق النظر إلى التعابير المتلاحقة وأعجب من نفسي وأتساءل: لماذا لا أتفاعل مع الأحداث كما يتفاعل غيري ويدعوني تساؤلي إلى حالة من الشك في مبضع أحاسيسي ولايعيدني إلي إلا قصائد أقرؤها لأستعيد ثقتي بمشاعري التي لا تقلل من شأن الدراما لأدرك بأنني لا أحبذ نوعا من المسلسلات التي تصدمني حالة المرأة فيها وبؤس أدوارها الحياتية وهو ما يبعدني عن غور دراما لا تحترم مكانة المرأة.
هكذا سأكون مع كل دراما تستضعف المرأة حتى تكاد تطرحها أرضاً، دمى شوهتها عمليات التجميل وبؤس الأدوار التمثيلية وحسب.
يتابع الآخرون من حولي (باب الحارة) وأما أنا فأتابع الحارة ذاتها التي لم تزل تسحرني بأبنيتها العتيقة وإن كانت مجرد ديكور مصطنع.
كم أحن الى بقاع من هذا الطراز لا تكون إلا في المدن العريقة العتيقة التي تتجدد في أعماقي باستمرار وكأنها تعيد الي جمالية تاريخية.
التصنع في الدراما أو في غيرها عادة مكشوفة لا سمة لها، تتبدل كالأصحاب في كل مرحلة لها قناع مختلف مخالف للمألوف. من يتصنع سيكون سريع السقوط ولا تحد خيبته في هذا الزمن المكشوف ليحاول القول دون مقالة ويتحسر على حالته التي لا تقاس بمغبة أو سواها.
إنه يتضور أسفاً على عجزه في تأويل الواقع بكثير من التوجع الذي جلبه إلى نفسه ولم تجلبه إليه لا مبالاة غيره به، بل هو المتسبب في التلاعب باهتمام الآخرين لأمره دون جدوى فخسر مع الوقت ما سعى إليه من اهتمام وتفاعل.
هل تأمل بي هذه المنطقة الحرة من التفكير وتتأمل معي فتسلمني طعم قهوتها مع الكلمات؟
ترتجف في فمي القهوة التي أشربها مثلما ترتجف الكلمات بين أصابعي كلاهما يحدث ردة فعل من نوع خاص به كي تدعوني إلى الالتصاق أكثر بلوحة مفاتيحي ثم الكتابة بروح من التوافق بين معاني وأفكاري دون تبعية لما يخالف وعيي ولا تليق بفكرته المجاملة.
- هدى الدغفق