الثقافية - محمد المرزوقي:
صدر حديثا، للدكتور حمد بن عبد الكريم المرزوقي كتاب بعنوان:» الربيع العربي وما قبله؟!» وقد حكي مؤلفه قصة إصدار هذ الكتاب قائلا: لهذه الورقة (ولا أقول كتاب) قصة، فقد كنت في زيارة لمصر عام 2014م، وأقمت في منزلي الخاص يزورني بعض الأصدقاء، وأخص بالذكر الأستاذين: فؤاد السعيد، والدكتور محمد شومان، وفي ليلة من الليالي خرجت مع الصديق شومان إلى بهو فندق قريب من منزلي، تناولنا فيه قهوة عربية أصيلة.. وسألني أخي ما رأينا نحن أبناء الخليج فيما يدور في عالمنا العربي؟ وخصوصا دول الربيع العربي، وأذكر أنني قلت له: أنا في شبه عزلة، ولذلك لا استطيع أن أحدثك عن رأي أبناء الخليج! ولكن لي وجهة نظر استخلصها من متابعتي لما حدث، ولما كتب. ويمضي المرزوقي في حديثه عن أجواء إصداره قائلا: بين الأمل والواقع، والحلم والحقيقة، والتفاؤل والتشاؤم، وخطوط متقاربة ومتماسة، فنعمل معا على الاقتراب من الحلم، وليكن الأمل شعارنا، والثقة بالله عقيدتنا، ونصر دينه هدفنا، والقرآن كتابنا، لكي نتجاوز بذلك عواقب التشاؤم.. إلى جانب ما يطالعه المتصفح للكتاب من وقفات هامة أوردها المؤلف في ثنايا كتابه الذي يقوم على استقراء الواقع العربي بطريقة واعية لما سبق الربيع العربي مصطلحا، وتنظيرا، وواقعا عبر خارطة ذلك الربيع، متتبعا عبر صفحات الكتاب العديد من امتدادات مسارات الدول - الربيعية – في عالمنا العربي، مستقرئا تلك التحولات عبر رؤية يقدمها للقارئ العربي، في هذا الإصدار الذي ينظم إلى العديد من المؤلفات التي قدمها المرزوقي إلى مشهدنا الثقافي والفكري خاصة والمكتبة العربية عامة، عبر رحلة فكرية ممتدة لنصف قرن حافلةً بالحضور والحوار، فعلا وتفاعلا، وجذباً وتجاذباً، وهدوءاً قليلا وجدلاً كثيراً من لدن «أوراقه الوطنية» وانتهاءً بتجربتيه المختلفتين اللتين وثقهما كتاباه «أفي الله شك؟!» و»من القرآن إلى البرهان».