إبراهيم الطاسان
دودة الذرة لا يعرف عنها إلا من يمتهن زراعة الذرة، هي دودة تكمل أدوار حياتها داخل ساق النبتة، وتسكن داخل مخلفات الذرة في التربة، لتبدأ دورة حياتها مع النبات الجديد. ومن أضرارها الظاهرة تلف المحصول، ومن لا يعرف أثرها الضار يستهين ببوادر وجودها على ساق واحدة من مجموع الساحة المزروعة، هذه الواحدة لا يصل المحصول لمرحلة بناء الثمار حتى تكون قد نخرت سيقان ذرة الحقل كله.
ما حدث بين دول الخليج العربي وبعض البلاد العربية من جهة، وعضو مجلس التعاون الخليجي دولة قطر من جهة ثانية. وبعدما تبيّن مما أخفته قطر وما سيتبيّن لاحقاً، قد تتراجع قطر أمام الموقف العربي والدولي، وتلبي مطالب الدول الخليجية والعربية، وبتلبيته يزول أثره. ولكن ما لا يمكن إزالة خطره، حيث لا تنفع به المقاطعة والأيمان والمواثيق، هو تبييت سوء النية وخبث الطوية.
ما استمعنا إليه من تسجيلات بين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وبين معمر القذافي، لم يكن مجرد نوايا وآمال، بل كان عملاً مدروساً مخططاً بانت بداياته بمؤامرة محاولة إطلاق صاروخ على موكب المرحوم - ان شاء الله - الملك عبد الله في جدة، من قبل عملاء معمر القذافي. ولو كان للتخيل مكان في بؤرة الحقيقة لقلت : ان اللا محمودين كانا ينتظران الخبر بفارغ الصبر، وسيحضر الاثنان للعزاء والصلاة على الجثمان، ولكن الله ثم يقظة رجال الأمن أحبطت آمالهم أجمعين.
نقول قطر وحينما نذكر قطر، فلا نعني بها الشعب والأرض فهم أشقاؤنا ولا حاجة لصفات اخرى، فما قريب اقرب من الشقيق، إنما نعني من يملكون السلطة ويرسمون القرار. أسلفت توقعي بان قطر ستتراجع عن موقفها وتلبي المطالب، وهذا لا يكفي أمام نوايا كانت مبيتة خفية، ولأنها ليست نوايا بل هي مخططات أصبحت مفضوحة لشخصيات قطرية نافذة مهيمنة في النظام القطري، سواء كانت في السلطة أو خارجها، فهي كدودة الذرة ستنتقل عدوى عللها كلها إلى من حولها وربما ناشئتها. وتملك المال وسيدفعها الحقد وأخلاق الغدر التي طبعت سلوكها، فالطبع غالب على التطبع، ولن تتخلى عن مآربها السيئة، بل هي منذ انكشاف حقيقتها المخفية أكثر ضغينة وأشد اندفاعاً نحو إيذاء من خلقت منهم خصوماً لها. لذا يرجى ألا يترك مجال لحدوث ما بعد الحدث، فالغادر كالخائن لا تؤمن بوائقه.