موضي الزهراني
لا يخفى على العالم الجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة وراحة المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام، وفي كل عام تتطور ولله الحمد الخدمات بشكل يوحي بالفخر لكل مسلم. ولا يمكن في حضور تلك الحشود من المعتمرين بالذات وتمركزهم في مكان واحد فقط «وقت العمرة» ألا تصدر بعض الأخطاء من المنظمين أو المشرفين على راحة المعتمرين وذلك بسبب التجمع الهائل من جنسيات مختلفة تحمل أفكارًا ومفاهيم مختلفة وخاطئة تجاه أداء العمرة، أو تجاه البرنامج اليومي لتنظيم حركة الدخول للحرم، وهذا ما حدث في يوم الجمعة الماضي الساعة 11 صباحًا عندما أتجهت حشودًا كبيرة من المصلين تجاه الحرم للدخول قبل الصلاة، وتم توجيههم من قبل رجال الأمن إلى التوسعة الثانية للملك عبدالله رحمة الله عليه مما أجبرهم على المشي لأكثر من نصف ساعة تحت حرارة شمس لا تقل عن 46 درجة مئوية، وذلك لامتلاء الحرم والتوسعة الأولى بالمصلين الذين قدِموا مبكرًا اتقاءً من لهيب الحرارة الخارجية، الوضع أثار غضب كثير منهم رجالاً ونساءً وأتجهوا تجاه رجال الأمن الجالسين فوق الحواجز البلاستيكية لإبعادهم والدخول عنوة للساحات الأولى للحرم، مما تسبب في خلل كبير في مسيرة المتجهين للتوسعة، وبعد عدة محاولات تم ضبط الوضع مرة أخرى من قبل رجال الأمن الذين يتقيدون بالتعليمات من أجل الحفاظ على أرواح زوار بيت الله الحرام، هذا الموقف وغيره من المواقف التي تحدث بشكل مستمر من المعتمرين والحجاج مخالفين بذلك التعليمات في موسمي العمرة والحج قد تؤدي لكوارث أكبر لولا حكمة وصبر وقوة رجال الأمن السعودي. لذلك فإن المشاهدات اليومية والصادرة من زوار البيت لا يتسع المجال لذكرها، ومؤلمة لنا كمعتمرين من الداخل حيث إن كثرة أعدادهم من جنسيات مختلفة وبشكل مستمر يحتاج جهودًا ضخمة من وزارة الحج وذلك بالتنسيق مع سفارات مختلف الدول المسلمة والعربية وشرق آسيا بالذات للتقيد بالتعليمات الدينية والأمنية أثناء وجودهم في منطقة الحرمين الشريفين ومن يخالف بتعمد يمنع من زيارتهما مرة أخرى! وذلك للحد من تجمعاتهم أثناء الصلاة أو أداء العمرة واتحادهم مع بعض ضد أي تنظيم لا يعجبهم! واستغلالهم لنسائهم في مخالفة التنظيم اليومي للحرم سواء داخليًا أو خارجيًا والدخول مع رجال الأمن في جدال عقيم لا يدل على أي إحساس بهيبة وقدسية المكان، أو احترام وتقدير لرجال الأمن وجهودهم العظيمة وهم موالون 24 ساعة تحت لهيب الشمس وحرارة الليل من أجل راحة زوار بيت الله الحرام!