سلمان بن محمد العُمري
تتضافر جهود الأجهزة الحكومية في خدمة الحجاج والزوار والمعتمرين؛ وتتسابق كافة القطاعات لتقديم أفضل الخدمات، وتحقيق التطلعات، وتنفيذ التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة للعناية بالضيوف الكرام إلى جانب المشروعات الجبارة في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وكافة المرافق ذات العلاقة بهما سواء داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ولا يمكن تناول جميع هذه الجوانب بل حتى جانب واحد أو مشروع من المشاريع أو جهد قطاع من القطاعات وتبيان ما يقوم به في هذه المساحة الضيقة من حيز المقال ومساحته، ولذا أقدّم العذر مقدماً بأني لا أستطيع أن أعطي الموضوع حقه ومايستحقه من الذكر، وأن أتناول بشمولية الحديث عن جهد يقوم به قطاع مهم من قطاعات الدولة ولاسيما وأن هذا القطاع من أكبر القطاعات خدمة للحجاج والمعتمرين منذ قدومهم وحتى خروجهم.
ولا يخفى على الجميع أن هناك قطاعات وأجهزة حكومية كثيرة تتولى تقديم خدماتها كقطاعات النقل والصحة والتجارة والبلديات وشؤون الحرمين والإمارات وغيرها، لكن قطاعاً من القطاعات المتميزة كماً وكيفاً يتقدم هذه القطاعات ألا وهو قطاع الأمن الداخلي بكافة دوائره والتي تقع تحت مظلة وزارة عريقة (وزارة الداخلية) وتحت إشراف مسؤول همام و هو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الذي يتولى مسؤولية إدارة الحج والعمرة بوجه عام والقطاعات الأمنية بشكل خاص.
وللقطاعات الأمنية بمختلف دوائرها من الجوازات، والشرطة، والمرور، وقوات الأمن الخاصة، والدفاع المدني، وقوة أمن الحج، ورجال المباحث العامة، وغيرهم.كل هؤلاء يشكلون منظومة عمل أمنية متكاملة ويتقدمون على كافة القطاعات في حجم الأعمال والمنجزات والجهود التي تبذل لراحة الحجاج وسلامتهم وأداء نسكهم بأمن وأمان واطمئنان.
ومما يستحق الذكر والإشادة الابتسامة العريضة لرجال الأمن مع الحجاج والمعتمرين دون استثناء وخدمة المسنين وإرشاد التائهين بل وحتى الأعمال الإنسانية في مساعدة بعض الحجاج وحملهم أو دفع عرباتهم وسقيهم الماء وكم رأينا من الصور المرئية لمشاهد لشبابنا رجال الأمن و هم يخدمون الضيوف وكأنهم آباؤهم، ويحنون على الأطفال وكأنهم أبناؤهم.
وقد لقي هذا العمل تقديراً كبيراً ورأينا له تأثيراً في نفوس المخدومين وغيرهم، وهذا لا يتوقف على موسم دون موسم أو لأفراد ومجموعات دون أخرى بل أصبحت- ولله الحمد- ثقافة مجتمع وكل من يخدم الحجاج وينال هذا الشرف تجده يتمتع بهذه الصفات الحميدة والأريحية الطيبة، وإني على ذلك من الشاهدين، فقد رأيت ذلك مراراً وتكراراً وعياناً ومباشرة وآخرها خلال العمرة الأخيرة في هذا الشهر المبارك فهذه شهادة مباشرة، ووقوفي الشخصي ومعايشتي في أرض الواقع للجهود المبذولة العظيمة لرجال الأمن ومن قبلها مايزيد على عشرين عاماً من مشاركات في مواسم الحج والعمرة،
ولاينكر تلك الجهود إلا حاقد وجاحد.
إن المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين الذين يفدون لهذه البلاد المباركة خلال موسم الحج، وعلى مدار العام لأداء مناسك العمرة، والصلاة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويلمس كل زائر لمكة المكرمة والمدينة المنورة ما تبذله حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين من جهود جبارة في هذا المجال فهي تعمل دوما على تقديم جميع الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وتسخر جل اهتمامها لعمارة الحرمين الشريفين، وتنفيذ العديد من المشروعات في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، ولا يقف الأمر عند حدود المشاريع تخطيطاً وتنفيذاً لتيسير الحج والعمرة على الضيوف، فهناك جهود فنية وبشرية تذكر فتشكر، ومن هذا الباب فحق لرجال الأمن العيون الساهرة على أمن الوطن وأمن الحجاج أن نقول لهم دائماً وأبداً شكراً وأحسن الله إليكم على ما تقومون به من جهد يستحق الذكر والشكر.