يوميات مغترب مصري..
كل هذه الحقائب التي جمعتها... كأنني لن أعود ثانية... لحظة الطيران راسخة في روحي... رحلت معتقداً أنني أبحث عن وطن... مضى عام.. سيارة بيضاء تنتظر يومياً أمام الباب... وشارع غارق من دموع المطر عبرت الخريف والشتاء والصيف والربيع... كتبت رسائل مؤجلة لم أرسلها لساعي البريد... من أجل لحظة مع حبيبتي كتبت سطوراً وقصائد.. تجاهلت حماقة الأشخاص... وضعت في غرفتي سجادة قديمة وسريراً من حديد ووردة في حوض تكبر كل يوم... لم أخف من الظلام وحيداً.. فالقمر يتسلّل من النافذة كل يوم... أصوات رخيمة أسمعها يومياً على هاتفي.. حياة كأي حياة... اكتسبت صيغة المفرد في الوحدة والحب والأصدقاء... الشبه الهائل فيما كنت وما أصبحت أنني كما أنا... لم أحقق ثراء... أو أصنع شيئاً جديداً ربما انحنت روحي ونظرتي... سقط قليل من الشعر.. تغيّرت الملامح قليلاً تمضي الليالي والأيام.. وأعثر علي ظلي مرة واثنين... جعلت لي نافذة للتذكر ونافذة للنسيان... تأخر الوقت كثيراً وأنا أنتظر.. مضى العمر.. مضى أوان الورد... حتى الفراغات التي أحدثتها في روحي عالجتها برقع صغيرة من الوهم... تحت هذا السقف في الغرفة المظلمة أجلس.. أحفظ أسماءً وأرقاماً قديمة ما زالت في روحي... ما زال بداخلي طفل من ورق.