فهد بن جليد
مُنذ البداية لم تتحدث الدول الخليجية عن فرض حصار على الشقيقة قطر, المسألة لم تتجاوز المقاطعة التي هي حق سيادي للدول الثلاث حفظاً لأمنها الوطني مع مُستجدات الأحداث, وقد أكدت عناية خادم الحرمين الشريفين وإنسانيته على مصلحة الشعب القطري الشقيق خصوصاً العائلات المُشتركة ووصول المُعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام، بينما المجال الجوي والبحري أمام الطائرات والناقلات القطرية أو المملوكة لقطر مايزال مفتوحاً - دون المرور بالأجواء أو السواحل السعودية والإماراتية والبحرينية - .
من روَّج لكذبة الحصار، هم شرذمة مُتمرِّسون في البكائيات واللطميات واللعب على المشاعر العاطفية، وصنع بطولات وهمية بمُغامرات حصار الدول وفكِّه، إنقاذاً للشعوب المُستضعفة كنوع من المُتاجرة في مثل هذه الأزمات، لخلق الصور والمشاهد التراجيدية على أنغامها كحيلة مفضوحة يمارسها الحزبيون المفلسون عادة، قطر وجدت في هذه الصورة فرصة سانحة لتغيير وجه الأزمة، وصرف الأنظار عن الأسباب الحقيقة للمُقاطعة الرحيمة، لإظهار أنَّها وشعبها ضحية مسرحية الحصار أمام العالم الذي يرفض مثل هذا النوع من العقوبات، وهو ما يُخالف واقع المواطن القطري الشقيق على وسائل التواصل الاجتماعي، و تلك التقارير التلفزيونية القطرية التي تدحض الحصار بالتباهي بقدوم الأغذية والمُستلزمات اليومية من إيران وتركيا ودول أخرى، وأنَّ أسواق الدوحة لا تعاني أي نقص في المواد أو العتاد، فعن أي حصار يتحدثون، وما هذا التناقض والإصرار العجيب، فبدلاً من الاستجابة إلى مطالب وشروط الأشقاء، وتبديد المخاوف الدولية من تورط قطر في الإرهاب وتمويله واحتضان عناصره، والالتزام بالتعهدات التي قطعتها سابقاً، ترقص قطر على - وتر المظلومية - بثوب آخر لا يناسبها ولاتجيد ارتداءه، فهو ليس من لباس ولا هندام أهل الخليج العربي، بل يبدو أنَّه ثقافة مستوردة من مكان آخر، كما هو الحال مع ثوب الإرهاب الخفي الذي على قطر خلعه أيضاً، بالبُعد عن الخداع والدسائس وإثارة الفتن والقلاقل ودعم وتمويل الإرهاب وإيواء المطلوبين.
أصحاب هذه الأفكار الخادعة، والمواقف المُتلونة، لن يفيدوا قطر الدولة ولا الشعب، فهؤلاء لا يريدون لدولنا ولا لشعوبنا ولا لمنطقتنا ولا لأمتنا الخير, آخر صور هؤلاء الطبالين في أزقة الأزمات هو تريدد قناة الجزيرة للفظ (الخليج الفارسي) أكثر من مرة، دون خجل من المُشاهد القطري قبل غيره من المُشاهدين الخليجين والعرب، أو حتى شعور أي من العاملين فيها بالمروءة والنخوة والغيرة العربية، بعد أن انكشف وجهها القبيح من جديد بنقل تصريحات وأراء حصرية لوزير خاريجة إيران الإرهابية، والترويج لإدعاءاتها الباطلة ضد السعودية .
هذا أحد الأدلة أمام المواطن القطري الشقيق الذي لا يرضيه اختطاف الإعلام القطري بعيداً عن هويته وعروبته وامتداده الطبيعي، وحرمان القطريين من العمل في الجزيرة بشكل مُباشر أو قيادي مُنذ سنوات طويلة، بهدف المُزايدة بحرية في سوق النخاسة الفضائي، كأحد فصول مخطط اختطاف قطر الوطن .
وعلى دروب الخير نلتقي.