د. ناهد باشطح
فاصلة:
((لن يدور الحديث بعد الآن عن الإدارة الإستراتيجية وإنما ينبغي أن نتحدث عن إدارة الأزمات))
مكنمارا، وزير دفاع أمريكي سابق
الأزمات بكافة أنواعها في المجتمعات لا مفر منها وحسب مقالة «د.محمد شومان» الذي نشرت في يناير عام 2001 في هذه الصحيفة فإن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «دين راسك « قال أمام مجلس الشيوخ الخامس والعشرين في عام 1996 «إن العالم قد شهد منذ يناير 1961 وحتى منتصف عام 1966 سبعاً وأربعين أزمة دولية.»
فالأزمات سواء كانت طبيعية أو سياسية أو أيا كان نوعها لا مفر منها، ولتحديد مفهوم الازمة السياسية فهي كما يعرفها «د.شومان» «موقف ينشأ عن احتدام صراع بين دولتين أو اكثر، وذلك نتيجة سعي أحد الأطراف إلى تغيير التوازن الاستراتيجي القائم لصالحه، مما يشكل تهديداً جوهرياً لقيم ومصالح وأهداف الخصم الذي يتجه إلى المقاومة، ويستمر هذا الموقف لفترة قصيرة ومحدودة، قد يتخللها لجوء الأطراف إلى استخدام القوة العسكرية، وينتهي موقف الأزمة غالباً إلى إقرار نتائج هامة مؤثرة في النظام الدولي العام أو أحد نظمه الفرعية».
وعادة ما تهتم كل دولة بإنجاح إدارتها للأزمة، ولكن ما موقف الشعوب في هذه الأزمات وهل يعقل أن الدول لا تهتم بدور شعبها في إنجاح إدارتها للأزمة؟
.
الشعوب في الأزمات هي أهم ما تسعى إليه الدول في إدارتها إعلامياً لأزماتها، وكوننا إعلاميين فيفترض أن لدينا معلومات عن كيفية إدارة الإعلام للأزمات ومعرفة الفرق بين صناعة المحتوى وبين المشاركة في إنجاح إدارة الأزمة.
في الأزمات عادة يقوم الجمهور ووسائل الاعلام بوضع المؤسسة سواء كانت دينية أو سياسية أو ثقافية تحت المجهر لأن مصالحهم مرتهنة بنجاح هذه المؤسسة في إدارة الأزمة، ولذلك ينصح «د.نزار ميهوب» بأن تعمل إدارة العلاقات العامة للاتصال في الأزمات بشكل احترافي إذ لا بد من خروج ما أسماه رواية (القصة الرسمية) للدولة وإرسال المعلومات للجمهور مهما كانت قليلة، هذه المعلومات يجب أن تلبي احتياجات وسائل الإعلام وبالتالي الجمهور.
لذلك بدأت القيادة لدينا منذ انفجار الأزمة مع حكومة قطر في إرسال المعلومات فالصمت وقتها ليس خياراً إستراتيجياً، وليست التهدئة هي الحل، إذ لا بد من ضخ المعلومات لأن الجمهور إن صمتت الدولة سيعتبر أنها اتخذت قرارها أو انها تخفي شيئاً ما.
هنا يمكن ان يتأزم الوضع أيضا بالنسبة لوسائل الاعلام المتعطشة للمعلومات فان لم تجدها يمكن ان يستخدم الاعلاميون لغة انفعالية في تقييم الموقف وأيضا نقل الأحداث التي يرونها من خلال عدسة مؤطرة بأفكارهم وثقافتهم حسب نظرية الأطر الاعلامية ولذلك فاخصائيو العلاقات العامة هم أكفأ من يخطط لادارة الأزمات بنجاح.
الإعلاميون العاملون في وسائل الاعلام اما ان يشاركوا في خطة الدولة في إدارة الازمة وهو الدور الإيجابي لادراكهم بأهمية الاتصال في إدارة الازمات وهو مختلف عن العمل المهني والابداعي في وسائل الاعلام، واما ان يتخذوا الموقف الانفعالي سواء عبروا عنه او صمتوا وهو الدور السلبي.
في الأزمات السياسة تحتاج بلادنا إلى الكثير من التفهم لخطورة الأزمة والعمل كل من موقعه في إنجاح إدارتها للأزمة وفقا للمنهجية العلمية للاتصال في إدارة الأزمات، وليس وفقاً لتحليلاتنا السياسية، إذ لا يجب ان يتحول الإعلامي إلى سياسي.