أحمد بن عبدالرحمن الجبير
تعد مؤسسات المجتمع المدني هيئات وسيطة بين الدولة والمجتمع، ومهمتها الرئيسة مساعدة الدولة للقيام بأعمالها، في ظل اتساع دور الدولة وإمكاناتها، ولهذا وجدت القوانين وعمليات المراقبة، والمحاسبة لهذه الأغراض، لكنها ليست كافية، فعمليات محاربة الفساد تحتاج إلى توعية ومبادرة من المواطنين على حماية المال العام، ولهذا جاءت مؤسسة «سعفة» لتساهم في تطبيق معايير الشفافية، والنزاهة.
فمؤسسة «سعفة» تسعى لأن تكون مرجعاً وطنياً للمعرفة، والخبرة في المواضيع المتعلقة بالصدق، والوضوح والشفافية لأن مكافحة الفساد في مجتمعنا أمر واجب، وعلى الجميع تحمل المسؤولية في ذلك حتى يستمر المجتمع في مساره الصحيح، والقضاء على أية ممارسات مالية خاطئة، أو أي محسوبية في التوظيف غير العادل.
ولدى مؤسسة «سعفة» رسالة سامية تُعنى بنشر الوعي، والمعرفة والشفافية، وتقديم الدعم لجميع القطاعات الحكومية، والأهلية من أجل تطبيق معايير الشفافية، وخدمة المجتمع المدني، ولديها جائزة سنوية تمنح للمؤسسات التي تعمل على ترسيخ، وتأصيل قيم الشفافية، والنزاهة والعدالة في المجتمع، وتقدم عدداً من البرامج والدراسات، والدورات التدريبية المتخصصة في مجال الشفافية ومكافحة الفساد.
لقد شاركت الأسبوع الماضي في اللقاء السنوي الذي نظمته مؤسسة «سعفة» الذي أقيم في فندق الريتز كارلتون الرياض بدعوة كريمة من سمو الأمير تركي بن عبدالله رئيس المؤسسة، وعلى شرف معالي الدكتور غسان السليمان رئيس الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والمتحدث الرسمي في اللقاء، ونخبة من المسؤولين، ورجال الأعمال، والكُتَّاب والإعلاميين السعوديين.
لقد كان هناك احترافية في التقديم من سمو الأمير تركي بن عبدالله، ورقي في الحديث من معالي الدكتور غسان السليمان ضيف اللقاء مما أثبت لنا أن الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة تسير في الطريق الصحيح، وتصنع فرصا اقتصادية كبيرة تضع المملكة في مصاف الدول الصناعية المتقدمة، لتصبح السعودية مكاناً للإبداع، والابتكار مما يعزز فرص نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في بلادنا، ويخفف الضغط على الدولة، ويحل مشكلة البطالة، ويوفر الكثير من الوظائف للمواطنين.
والملاحظ أيضا أن مؤسسة «سعفة» تهدف إلى تحفيز الهيئات العامة، والخاصة لدعم التميُز والإبداع في المجالات الشخصية، والاجتماعية والإنسانية والتنموية، حيث تعتبر مؤسسة «سعفة» إحدى مؤسسات المجتمع المدني العاملة في المملكة، التي تعمل وفق رؤية واضحة المعالم لحماية النزاهة، والشفافية، ولديها استراتيجية وطنية واضحة في تقديم مجموعة من البرامج والمبادرات المميزة لدعم القطاع العام والخاص.
كما أن من أهم أسباب منح الجائزة هو تثبيت الشفافية، ومكافحة الفساد، والحد من التصرف في المال العام، وتطوير المؤسسة القضائية، ونشر ثقافة الحوار الوطني، وفهم حقوق وواجبات المواطنة، ولا بد أن يكون الفائز بجائزة مؤسسة «سعفة» قدوة حسنة، ومتمسك بمبادئ السلوك والأخلاق الحميدة حيث قال عنها سمو الأمير/ تركي بن عبد الله رئيس مجلس الإدارة، إن لجنة منح جائزة مؤسسة «سعفة» مكونة من كفاءات سعودية مؤهلة تتخذ قراراتها بالحيادية والاستقلالية لترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية والعدل.
وعلى المواطن، والمجتمع تحمُّل المسؤولية حتى يستمر في مساره الصحيح، والقضاء على أية ممارسات مالية غير صحيحة، وأي محسوبية لتحقيق العدالة، والنمو المتميز للمجتمع المدني فالاستثمار في مؤسسات المجتمع المدني قد لا يتاح، أو لا يجدي غدًا، فلماذا الإبطاء والتأخير ونحن بحاجة ماسّة لمؤسسات مجتمع مدني مماثلة، وفي قطاعات متنوعة، ونأمل من نزاهة التعاون مع مؤسسة سعفة، لدعم مؤسسات المجتمع المدني.
والاستعانة بالمهتمين بمكافحة الفساد من ذوي الخبرة من منسوبي مؤسسة «سعفة» والأكاديميين وكتّاب الرأي، وإشراك المواطن في مراقبة المشاريع والخدمات، وإطلاق مؤشر سعفة للشفافية للشركات المدرجة في هيئة سوق المال، وجميع المؤسسات العامة، والشركات الخاصة، والمصانع والخدمات، وعلى الدولة إزالة جميع العقبات التي تقف في طريق مؤسسة «سعفة»، ودعمها معنويا وماليا.
لقد سعدنا باللقاء، وبما شاهدناه من حسن تنظيم رائع للمشرفين على «سعفة» وهو بلا شك جهد تستحق مؤسسة «سعفة» عليه الشكر، وعلى رأسها رئيسها الأمير تركي بن عبدالله صاحب الخلق الرفيع، والشخصية الفذة التي اتسمت بحسن القيادة والكرم، والشكر موصول لضيف اللقاء معالي الدكتور غسان السليمان، ولجميع المشرفين، والعاملين في «سعفة» على متابعتهم وحرصهم على حضور ومشاركة الجميع من المسؤولين ورجال أعمال، وكتاب وإعلاميين.