جاسر عبدالعزيز الجاسر
يورط عدد من قادة الدول أنفسهم وقبل ذلك دولهم، بالحديث عما حصل بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودول الإمارات العربية ومملكة البحرين وبين دولة قطر التي حولها حكم جماعة الأربعة إلى دولة داعمة للإرهاب ومحرضة للفتن وحاضنة لقادة مليشيات الإرهاب وجماعة الإجرام السياسي، والتي جعلت العالم يكره أفعال الجماعات الإسلامية المتطرفة وينعكس ذلك على المسلمين جمعاء حتى تكرس «الإسلام فوبيا» وأصبح المسلم مشبوهاً في العديد من الدول.
يتحدث بعض ممن يعرضون الوساطة ويطرحون أنفسهم لتلك الوساطات دون أن يكلفوا أنفسهم عناء بحث أفعال حكام قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة على أبيه.
لنتكلم بالأسماء فلا مجال للتروية أو التغطية ولا المداهنة كما يفعلون واعتادوا عليه، فعندما يتعرض الوطن للخطر والتآمر ومن أكثر من دولة ووجهة، يجب أن نكون واضحين وصريحين في تشخيص من يتآمر على البلاد وإفهامهم من أن دعمهم لمن يهدد بلدنا لا يثنينا عن مواجهتهم بالحقائق وبالمواقف الصادقة.
السيد رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان يقول «إن مقاطعة قطر عمل لا إنساني ومخالف للتعاليم الإسلامية وهو بمثابة عقوبة إعدام» وبعد أن أعلن انحيازه إلى الدوحة وإيران «ولا أعرف لماذا أدخل إيران؟!» ربما كنوع من رش الملح على الجرح، بل إعلان انحيازه لمن يحتضنون «جماعة الإخوان المسلمين» يقول إن الأساليب المستخدمة مع قطر غير مقبولة.
وهنا نوضح لسيادة الرئيس بما يقوم به هو وقواته لمن يهددون أمن واستقرار تركيا سواء في العراق أو سوريا، ألم تطاردهم القوات التركية بالقوات البرية وبالطائرات، ألم يقاطع بل ويحارب سوريا لأنها تؤوي عناصر حزب العمال الكردي، ألم تحتل القوات التركية أراضي عراقية لأن الأكراد والمناوئين لتركيا يتواجدون فيها.
من هنا يا سيادة الرئيس المنحاز لحلفاء الجماعة «جماعة الإخوان» من حق المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين أن تقاطع قطر، ولم تصل إلى ما وصلت إليه بإرسال الجيوش والطائرات لمهاجمة أراضي من يدعمون أعداء تركيا حسب تفسيرك. فما رأيك بمن يقدم الأسلحة والأموال للمجرمين الإرهابيين في القطيف والحوثيين في اليمن لإرسال الصواريخ لمكة المكرمة ومحاولة دخول الأراضي السعودية، وقتلهم لعشرات المواطنين السعوديين عسكريين ومدنيين.
ما رأيك يا سيادة الرئيس بما خطط له حمد بن خليفة وحمد بن جاسم مع صديقك الراحل عمر القذافي بتقسيم المملكة العربية السعودية؟.
ما رأيك يا سيادة الرئيس بما تفعل جماعة الأربعة في قطر من إرسال الأسلحة والأموال لتخريب ليبيا والتي تشاركوهم في هذه الأفعال، مثلما مشاركتكم فيما يحصل في مصر من تخريب وإرهاب هو من تخطيط من تحتضنونهم في تركيا ولهم محطات تلفازية ومكاتب تخطيط وتوجيه في إسطنبول، دماء المصريين ومئات الشهداء أنتم وحكام قطر شركاء في ما يحصل من جرائم في مصر التي هي ما يجب أن ينحاز إليها على الأقل لأن الحفاظ على أرواح المسلمين واجب شرعي.
سيادة الرئيس، أن تنحاز إلى قطر وإيران فأنت إذن مشارك فيما يجري من إرهاب وعمليات إجرامية في مملكة البحرين التي يرسل حكام قطر لإرهابييها المال والسلاح، وبدعم ومشاركة معلنة من ملالي إيران.
سيادة الرئيس، سعي ومحاولات جماعة الأربعة الحاكمة في قطر من اختراق المجتمع الإماراتي وإرسال وتجنيد أصدقائك من جماعة الإخوان لتدمير دولة الإمارات وتحويلها إلى دولة فاشلة كما فعلوا في ليبيا وسوريا ومحاولاتهم في البحرين وحتى السعودية ألا تستدعي إجراءات المقاطعة.
السيد الرئيس، مقاطعة الأنظمة التي تحرض على الإرهاب وتشعل الفتن وتمول المليشيات الإرهابية وتوفر أرضها محاضن لقادة الإرهاب أبسط وسيلة لردعها مقاطعتها، ولم نفعل ما فعلته بإرسال الجيوش والطائرات لتأديبها.
السيد الرئيس وأخيراً، أما انحيازك للإرهاب ومن يسعون لشق الصف العربي من ملالي إيران والإخوان المسلمين وحكام قطر، ليس بجديد ولا يثير فينا فنحن نعلم وكل مسلم نقي العقيدة وعربي يدافع عن وطنه وأمته، نعرف أهدافك وأطماعك فلا داعي لسكب دموع التعاطف مع من لفظهم العرب جميعاً وليس مصر والسعودية والإمارات والبحرين، فالجميع ينبذ ويقاطع من يخون بلده.