العقيد م. محمد بن فراج الشهري
في هذه الأيام ومع اشتداد حرارة الطقس السياسي وما يدور من أحداث على الساحة الخليجية, نرى بشكل واضح خروج (الثعابين من جحورها) من أبواق الزيف, والمكر, ونكران الجميل, وهنا تذكرت هذا البيت للإمام الشافعي رحمه الله: (جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من عدوي) إذ أن العالم الآن يصيح ويئن من مصائب الإرهاب وكوارثه ويسعى إلى قفل طرقه, وردم جحورة, التي يخبىء فيها ثعابينه, وعندما قلنا «لقطر» توقفي عن تغذية الثعابين, واحتضانها, وتربيتها, ظهر علينا شواذ السياسة, والمنبوذين المطرودين, ومرتزقة الإعلام, وكتاب الاكشن, والصحافة الصفراء والإعلام المستأجر, ورواد الفكر المارق, سعيًا وراء قلب الحقائق وطمس معالمها وتوزيع التهم, وبثها على من يريدون, وطبعًا كل ذلك بمقابل, ودون الرجوع إلى أي مبادىء, أو أخلاق, أو فضيلة, بل رأينا التعاطي الواضح والفاضح وابتداع الزيف, وتلوين الحقائق وطمس معالمها الأصلية, والباسها ملابس من صنعهم وحسب رغبة مموليهم فعلى الساحة القطرية ظهروا لنا يسبون ويشتمون جيران قطر وأشقائها متناسين أن قطر جزء من الخليج ودوله لا يتجزأ, سواء طال الأمد أو قصر وأن ليس لنا أي مشاكل تذكر مع الشعب القطري الشقيق, فهو لن يخرج عن اللُحمة الخليجية الموحدة لكن حكومته هي التي أخطأت بحقه وحق جميع شعوب الدول الخليجية فمنذ 22 عاماً والسعودية تناصح حكومة قطر بالعودة إلى (اللُحمة العربية) وحذرتها من طيشها ومراهقتها السياسية وعبثها بأمن المنطقة, إلا أن النظام الحاكم في الدوحة (تغطرس ورفض) وفضل أن يكون في يد «ملالي إيران» وخيانات الأخوة المارقين, لتحقيق مكاسب شخصية وصناعة دور هلامي لها في المنطقة, ولن ينسى التاريخ لقطر خيانتها الكبرى للدول العربية والإسلامية, بعد فعلتها «المستنكرة» خلال مشاركة «عساكرها» لقوات التحالف, لدعم الشرعية في اليمن, إذ أنها كانت «تخفي ما تبطن» حتى انفضح أمرها عندما تبين مساندة حكومة الدوحة لميليشيات الحوثي الانقلابية أثناء «الحرب» ولم تكتف مرضعة السوء بإطعام المنظمات الإرهابية, والأذرع العسكرية المناهضة للشرعية في العالم العربي فحسب, بل جاوزت ذلك إلى الانتهاكات الجسيمة سرًا وعلنًا الهادفة إلى شق الصف السعودي الداخلي وتأليب الرأي العام, والخروج على ولي الأمر, والمساس بسيادة المملكة, إضافة إلى دعم خوارج القطيف, وايواء المتطرفين المارقين الساعيين لضرب الاستقرار السعودي, كا أن حكومة الدوحة لم تكتف بكل ما ذكر سابقًا وما حصل لها لاحقًا فبدلًا من ان تعدل من موقفها السيء وتلملم وضعها خبصها (الشيخ تميم) بتصريحه الذي لا ينم عن فكر سياسي ناضج ولا مستوعب لما حدث من تصرفات مشينة ومؤامرات مكشوفة, وتزامن مع تصريحاته التي هاجم خلالها اشقاءة في دول الخليج وامتداحه إيران صاحبة الشر الأكبر, وأم المحن والبلاوي, وحزب الشيطان الإرهابي في لبنان ووصفها بالمقاومة, واعتباره حركة حماس الممثل الشرعي للفلسطينيين, وكأنه المشرع الوحيد في العالم, وبعد ذلك قامت الكتائب الافتراضية القطرية في تويتر والتي تتستر بأسماء سعوديين وعشرات الحسابات التي تعرف نفسها بأن أصحابها سعوديون, لأنها تدافع عن قطر, وتهاجم الوسائل الإعلامية المحلية, وهذه الأساليب معروفة ومكشوفه وكذلك من يغذيها ويقوم عليها كما أن هذه الأساليب وغيرها ليست جديدة وقد سبق وأعلن مؤتمر الأمن والإعلام الذي نظمته أكادمية نايف للأمن الوطني عام 2015م بأنه يوجد نحو 6 آلاف حساب في تويتر موجهة لزرع الفتنة, والإحباط داخل المجتمع السعودي, و4 آلاف حساب تقوم بإعادة نشر التغريدات الصادرة من حسابات تسيء للمملكة وتحاول بث الفتنة, وزعزعة الأمن والنيل من سمعة المملكة , وتم رصد مايعادل 90 تغريدة مسيئة للسعودية في الدقيقة الواحدة أي نحو 130 ألف تغريدة مسيئة يوميًا وهي ترتبط بقواسم مشتركة وهي محاولة لإيحاء بأن صاحب المعرف مواطن سعودي, والدفاع عن قطر ومهاجمة أي انتقادات صادرة من وسائل الإعلام السعودي, وكل هذه الحسابات معروفة لشخصية قطرية وإخوانية, كل هذا من الإعلام الإخواني الذي يتغذى من الرضاعة القطرية, وهناك الكتائب الأخرى في لبنان والتي أيضًا ظهرت بعد المشكلة القطرية تبث سمومها من هناك بدعم سخي سابق ولاحق من حكومة قطر, وفوق هذا كله «فقطر» احتضنت المشردين والهاربين المطلوبين للعدالة في بلدانهم واستقبلتهم ومنحتهم المال والإعلام, والجنسية القطرية, لعدد كبير منهم, حتى أضحوا مواطنين أقوى من أبناء قطر ذاتها, وترك لهم الحبل على الغارب يعيثون كيفما يشاؤون حتى أوصلوا قطر إلى هذا الباب المسدود في ظل حكومة لا تحسب للعواقب حساب أما حكاية الإخوان الكاملة وإعلامهم وطرقهم المنحرفة وبعض الحركيين المتورطين معهم فلهم مقال آخر نوضح فيه ما افسدوه وما يسعون لافسادة, لكن خلاصة القول أن على إعلامنا الخليجي والسعودي بكافة أجهزته وكتابه ومفكريه وأداته الخارجية والداخلية, أن يواجه هذا الخروج لتلك الثعابين المسمومة التي أخرجتها حرارة الطقس السياسي هذه الأيام وبانت بكل سمومها ظاهرة مع المشلكة القطرية, وعلى إعلامنا دحر هذه الأبواق الناعقة المأجورة وكشفها للرأي العام العربي والخليجي والعالمي وتوعية مواطنينا بما يحاك ضد الوطن وكذلك محاسبة ومعاقبة كل من يقف مع تلك الأبواق ويمولها أيًا كان وفي أي مكان وبأي أسلوب وهذه الأبواق وروادها أصبحوا مكشوفين ومعلومين وواضحين أكثر من أي وقت مضى, ولم يعد لديهم أي ستار ليلعبوا من خلفة, اللعبة انكشفت, والثعابين خرجت من جحورها, ولابد أن نكون لها بالمرصاد لدهس رؤوسها حتى لا تفرغ سمومها في أي جسم خليجي أو عربي والسلام ...