«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
بعد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالسماح للأندية السعودية بتواجد الحارس الأجنبي لأول مرة منذ إقرار الاحتراف، لاحظنا تباينا كبيرا في ردة الفعل الجماهيرية، إِذْ أكد البعض أن هذا القرار جيد، وسيقدم للأندية الفائدة متى تم التعاقد مع حراس مميزين يستطيعون مساعدة الأندية في البطولات التي تشارك فيها، بينما يرى الطرف المعارض للقرار أنه سيهدم ما تبقى من تميز للحراس السعوديين، وإن المنتخب السعودي سيعاني من ندرة الحراس متى قامت الأندية الكبيرة باستقطاب الحراس الأجانب! وما بين الرأي المؤيد والرأي المعارض، علينا أن نحترم قرار اتحاد القدم الذي بالتأكيد أنه لم يصدر إلا بعد دراسة مستفيضة، ومشاورات عديدة، وبعد أن رأوا أن إيجابيات هذا القرار أكثر من سلبياته، وهذا ما اتفق معهم فيه بعض الرياضيين الكبار، فالحارس المحلي المميز لن يحجبه وجود الحارس الأجنبي، ولنا في بقية المراكز خير دليل، فجلب اللاعبين الأجانب لم يحجب أسامة هوساوي وعمر هوساوي ومعتز هوساوي ومحمد البريك وياسر الشهراني وإبراهيم غالب والخيبري وجمال باجندوح، ولم يحجب سابقاً سامي الجابر ويوسف الثنيان ومحيسن الجمعان وحمزة إدريس ونواف التمياط ومحمد نور وغيرهم من النجوم الكبار، وربما لدينا دليل حي وفي الموسم المنصرم، إِذْ إن تميز محترف فريق الهلال الأجنبي ميليسي لم يمنع أو يحجب تميز الشاب عبد الله عطيف، وهذا أكبر دليل على أن تميز اللاعبين الأجانب لن يحجب اللاعب المحلي متى كان مميز.
بقي أن نقول: كل الآراء في هذا القرار تحترم، وفي النهاية لن نرى فائدة هذا القرار من عدمها إلا بعد سنين من الآن، ولذلك علينا الصبر وعدم السير بعاطفة مستفيضة نحو هذا القرار، أو نقده بطريقة توضح عدم قبول المنتقدين للقرار مهما كانت له من إيجابيات.