كانت العزيمة والطموح والمبادئ والرؤية المستقبلية الواضحة صفات يمتلكها المؤسس الفعلي للحرس الوطني الملك عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله رحمةً واسعة، حيث أسهمت تلك المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة في أن يمضي الحرس الوطني قدماً في مسيرته الإنسانية، وأن يستثمر ألوية القبائل التي تشكل منها في بداياته الأولى، إلى ألوية مدرعة متطورة بالتدريب والتسليح الحديث لحماية الوطن والمحافظة على منجزاته الرائعة.
نعم للحرس الوطني سجل حضاري مجيد في خدمة المجتمع والوطن من خلال توطين السكان وتأمين الوظائف العسكرية والمدنية والخدمات التعليمية والطبية والثقافية والإنسانية.. حيث بادر الحرس الوطني بجمع المؤسسات الثقافية المتعددة في مهرجان الجنادرية المتميز بالتنوع التراثي والثقافي.. الذي استقطب التراث الإنساني في جميع مناطق المملكة، بل وتجاوزه إلى استضافة الموروث في دول مجلس التعاون للمشاركة في المهرجان.. كما وجه الدعوة لآلاف المثقفين والمفكرين من معظم دول العالم وعلى مدى أكثر من ربع قرن ونيف من الزمن.. كل ذلك من أجل إبراز الجوانب الثقافية والإنسانية المشرفة للوطن الغالي.
ولم يقف دور الحرس الوطني عند المساهمة في حماية مكتسبات الوطن، بل نقله الأمير متعب.. بفكرٍ نير وتخطيط مستقبلي إلى أدوار تنموية وثقافية وإنسانية واسعة.. كما أسهم في تدريب الكوادر الوطنية وتأهيل القوى البشرية في شتى المجالات العسكرية والصحية والتعليمية.. فمدارسه العسكرية والفنية التي كانت النواة الأولى للتدريب والتأهيل لا تزال تقوم بواجبها على أكمل وجه.. كما أن كلياته ومعاهده المتعددة هي اليوم منارات للعلم والمعرفة والتنوير والإشعاع الثقافي. مع التركيز على تأهيل الإنسان أولاً.. فكان العطاء والإنجاز والتميز في جميع المجالات العسكرية والثقافية والصحية والإنسانية.
أكتبُ تلك السطور الصادقة بعيداً عن المجاملات التي لم أتعودها في حياتي المهنية ابتداء من الحرس الوطني، ثم في هيئة حقوق الإنسان وكذلك في وزارة الخارجية إلى مرحلة التقاعد والتفرغ للكتابة وتأليف الكتب.
اليوم أصبح الحرس الوطني السعودي أنموذجاً يحتذى بقيادة وزيره المحبوب الذي يسعى دوماً للارتقاء بالحرس ومنسوبيه إلى مستوياتٍ أفضل.. حيث يعانق الطموح السحاب.
لقد أحبَ الأمير منسوبيه وانعكست تلك المحبة على نفوسهم وإخلاصهم ووفائهم فكانت النتائج واضحةً للعيان.. من خلال كلمة الأمير في حفل تخريج الدفعة (14) لجامعة الملك سعود للعلوم الصحية.. لا يوجد عندي في هذه الدنيا أغلى من الشعب السعودي.
لقد كان لتلك الكلمة الرائعة صدى واسع في نفوس المواطنين المخلصين من شرائح المجتمع، مما يعزز العلاقة الطيبة والمحبة واللحمة الوطنية وهي تجسيد واضح وملموس لروح المادة (12) من النظام الأساسـي للحكم تعزيز الوحـدة الوطنية واجب.. كما تهدف الدولة إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتعميق مضامينها.
تلك العبارات القيمة والدمعة النبيلة للأمير متعب تصب في صالح الوطنية وتنمي الولاء والوفاء والإخلاص وتعزز العلاقة الجميلة بين الحاكم والمحكوم، وهي تعبير عن المحبة والوفاء بكل معانيهما الإنسانية النبيلة السامية.
ولا شك أن الكلمة الطيبة صدقة ولها مفعول إيجابي ينعكس على نفوس الناس وتكتسب صداقة المجتمع بالكلمة الحسنة والمعاملة الإنسانية الراقية.
وكل ما يصدر عن القلب.. فمصيره إلى القلوب الإنسانية الطيبة.. كما تترجمه العيون إلى دليلٍ حِسي ملموس وواضح للعيان خصوصاً لذوي العقول النيرة والنفوس الراضية المرضية.
والله الموفق.