مها محمد الشريف
عندما تصبح المملكة محط أبصار العالم وهدف الإعلام العالمي وغايته بالنشر والتحليل ومتابعة مستجدات السياسة السعودية فلأن هذا البلد يملك رؤية سياسية واضحة ونشطة ويتحرك وفق معطيات فاعلةٍ في تحريك وتغيير تفاعلات السياسة العالمية وفق محاور أساسية تمس اقتصاد العالم وأمنه، والمملكة التي تقود خطة محلية لتحول سياسي واقتصادي واجتماعي وعلى مختلف المسارات تقود أيضاً حملة عربية وإسلامية بل عالمية لمواجهة مهددات الحياة السليمة والاستقرار عبر مواجهة الإرهاب وترسيخ دعائم أمنها واستقرارها.
ومن هنا فمن البدهي أن يهتم الإعلام العالمي بكل أنواعه بالرموز القيادية السعودية وماذا تفعل وتنجز ..تقول مجلة فورين أفيرز إن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد الذي يقود تحول السعودية نحو الإصلاح الاقتصادي قد وضع استراتيجية من ثلاثة محاور رئيسة لتجنب أي رد فعل غير إيجابي من أي محافظين دينيين أوغيرهم من المعارضين لخطته «، ولذلك من الأجدر أن نبدأ من هنا، وبالطريقة نفسها سندخل في أغوار التاريخ بمعية أحلامنا وآمالنا وأهدافنا وحضارتنا العظيمة .وننطلق منها نحو الصورة المأمولة من تطبيق برنامج التحول .
وكتب أحد الباحثين العالميين الذين التقى بهم الشهر الماضي الأمير محمد بن سلمان في زياراته وجولاته والذي يشرف على أكبر عملية إصلاح للدولة والمجتمع السعوديين» ويقول هذا الباحث إن الأمير أبلغهم بأن إجراءات حاسمة وحازمة سيتم وضعها في الاعتبار لمواجهة أي تحريض على العنف أو ممارسته كرد فعل على الخطة الإصلاحية.من أي طرف كانت.
وبذلك تستمد إشكالية ردة الفعل مقدارا يتلاءم مع حجم الرؤية الضخم المتناغم مع البيئة الثقافية والتاريخية والاقتصادية للملكة، وخاصة حسب تحررها من الرقابة والقيود والشروط المحيطة بها ومن هنا يتوجب وتبعا لذلك معاضدة التوجه ذاته وبيان أهميته في دعم الإصلاحات التي يسعى ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنفيذها في رؤية 2030، وتقتضي استراتيجية النجاح مقاومة البعثرة والاختلاقات في القناعات التي تتزاحم في سياقات مترددة وتفهم الجدل قبل مصادرة الاختلافات .
ويتعين إذن، في أعقاب الرؤية تفسير فهم تحول الافتراضية إلى واقعية منجزة وتحقق عنصر تجاوز مرحلة التلقي إلى قدرات تستوعب متطلبات النهوض من السبات والانفصال عن العالم فكل ما يبتكره الإنسان تمهيدا للوصول إلى الجديد المثير للدهشة ويصنع هيمنة على الصعوبات.