سعد الدوسري
الأحاديث عن التسول لا تنتهي. لا أحد يعرف، لماذا تستمر هذه الظاهرة، على الرغم من أن الجميع ينتقدها، وينتقد ألاعيبها المكشوفة، التي قد تكون خطراً على أمن المجتمع والدولة؟!
هل عصابات التسول أقوى من المؤسسة الرسمية المعنية بالقضاء على المتسولين؟! لا أحد يظن ذلك، فلقد أنهت المديرية العامة للجوازات أزمة مخالفي أنظمة الإقامة خلال أشهر، ولا أظنها ستعجز، بالتعاون مع الإدارات ذات العلاقة، عن إنهاء ظاهرة التسول، التي لم تقتصر على الشوارع، بل تعدتها للمساجد والمنازل والأسواق والمستشفيات ومكاتب الدوائر الحكومية والأهلية.
ماذا لو كان هدف هؤلاء ليس مجرد جمع الأموال؟! ماذا لو أن الأموال التي يجنونها تذهب لأهداف تتضارب مع مصالح بلادنا؟! هذه الأسئلة مشروعة جداً، يفرضها الهجوم التسولي المدبر، من خلال الأطفال والفتيات والنساء. ولو أن فقراءنا ينالون من أهل الخير ما يكفيهم عن العيش تحت وطأة الجوع والفاقة، لقلنا إن التوجه للمتسولين المزيفين أمر مقبول، لكننا في الحقيقة، نعاني من جفوة الميسورين للمحتاجين المتعففين، مما يتسبب في تراكم معاناتهم أكثر وأكثر؛ السكن من جهة، والطعام والشراب من جهة، والمدارس والعلاج من جهة.
في رمضان، وفي كل شهور السنة، نحن أمام واجب شرعي واجتماعي ووطني، نبحث من خلاله على المستحقين المتعففين، وربما سنستغرب أن يكون بعضهم من أقربائنا الذين نتجاهلهم لكي نتباهى بالصدقات أمام الناس، وسط الشوارع أو في المساجد.