د.دلال بنت مخلد الحربي
كان التوجيه السامي الكريم بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المكونة من قطريين وسعوديين معبرًا عما يكنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من مشاعر إنسانية كريمة، أدرك من خلالها مدى تأثر فئة من القطريين والسعوديين، جمعت بينهما وشائج الزوجية، وكان القرار متخطيًا القرار السياسي أولاً، ومعبِّرًا عن موقف التزمت به هذه البلاد منذ القِدَم بدعم ومساندة الجوانب الإنسانية حتى في أشد فترات الخلاف.
وهذا القرار يفترض أن يقدم الصورة الحقيقية للمملكة للشعب القطري، وأننا لا نكنّ عداء ولا ضغينة نحو إخوتنا وأشقائنا في قطر، وأن هذه الأزمة برمتها هي نتاج السياسة القطرية التي بُنيت على آراء وأفكار أناس وشخصيات لا علاقة لها بمجتمع الجزيرة العربية، ولا تعرف مكوناته، ولا تدرك الصلات القوية بين أفراد هذه الجزيرة التي كانت منطلق الإسلام ومهد العروبة، وستظل تحت قيادة المملكة العربية السعودية هي الأصل، وهي الداعم والمساند لكل قضايا الإنسان العربي.
إن هذه الأزمة كشفت لنا كيف أن تغلغل فئات من غير نسيج المجتمع نفسه، ومن غير سكانه الأصليين، قد يجعلها تنتهز الفرص لإيجاد الخلافات وتعميقها ضاربة بعرض الحائط ما ينتج منه مثل هذا التوجه، وهو ما حدث بسبب سير القيادة في قطر خلف أمثال هؤلاء الذين لا يضمرون إلا الشر للمنطقة وأبنائها.
وكشفت الأزمة انتهازية دول غير عربية مثل إيران في التسلل وتأجيج الخلاف لأغراض سياسية، وقد تكون مذهبية.
أعود لقرار خادم الحرمين الشريفين الذي قدم فيه النموذج الإنساني الذي هو ديدن حكام هذه البلاد، والتاريخ يشهد على ذلك لو عدنا إليه.