فهد بن جليد
المصارف السعودية مارست علينا طوال مدة طويلة فرض رسوم مُختلفة ومُتنوعة على الكثير من الخدمات - دون أن يفهمها مُعظمنا - فأحياناً يجهل بعض المُتعاملين المُبررات، ولا يجدون لهذه الرسوم تفسيراً واضحاً، وطالما أنَّها تشمل جميع العملاء وتتم بشكل آلي وإلكتروني وجب الالتزام بها والصمت عنها، من أمثلة ذلك خصم رسوم إضافية على السحب خارج المملكة وعند استخدام بطاقة الصراف الآلي حتى في الشبكة الخليجية بنحو 10 ريالات أو أكثر على كل عملية سحب، وكذا خصم 3 ريالات عن كل عملية استفسار عن الرصيد من أجهزة الصراف بدول الخليج، وتتباين المصارف في فرض رسوم على إصدار بطاقة صراف بدل فاقد وأحياناً بدل تالف، كل هذا كان يحدث ومصارفنا لا تستند إلى مرجعية قانونية واضحة ومُعلنة للعملاء، المسألة تختلف من بنك إلى آخر وتخضع للخدمات المُقدمة للعميل وعلاقته بموظفي البنك، فكيف هو الحال اليوم مع تعرفة الرسوم الجديدة التي أعلنتها مؤسسة النقد العربي السعودي مؤخراً.
كنت أتمنى أن تتحمل البنوك والمصارف هذه الرسوم الخدماتية مُقابل ما تستفيد به من أرصدة عملائها - لا يوجد رقم واضح حتى الآن لأرصدة عملاء البنوك السعودية - دون أن تكون هذه الرسوم باباً يصعب إغلاقه، ولا أفهم كيف أدفع لبنك مبلغاً يتراوح من 25 - 50 ريالاً حسب المدة، كي يقدم لي كشف حساب يوضح تفاصيل تعاملي معه وماذا أودعت أو ماذا صرفت, أليست هذه من أبسط الخدمات الأساسية في التعامل بين الأفراد والجهات أو بين الجهات فيما بينها، وعلى هذا يمكننا قياس الرسوم الأخرى.
البعض يقارن هذه الرسوم بما يتم فرضه في المصارف العالمية ويؤكد أن بنوكنا هي الأقل - وهنا ثمة اختلاف كبير - مصارفنا معفية بحمد الله من أي فوائد تدفعها على الأرصدة، ومهما بلغ رصيد حسابك عند البنك، واستفاد البنك من هذا حتى لجانب ملأته وقوته المالية، فلن تحصل إلا على تسهيلات أو خدمات مصرفية فقط، دون أي فوائد مالية مُحرمة كما يحدث في الخارج، كما أنَّ البنوك والمصارف الدولية عادة ما تُسهم في مشاريع ملموسة ومشاهدة للجمهور في بلدانها، وهو خلاف ما نفتقر إليه وتحجم عنه البنوك والمصارف لدينا، عندما نفتش ونرغب في التصفيق لأي تحرك مُجتمعي من هذه البنوك، دون أن نظفر بمشاريع تذكر.
برأيي أن المصارف السعودية يمكنها تحمل تعرفة الرسوم الجديدة على الحسابات والخدمات المصرفية الشخصية عند التعامل معها دون تكبيد العميل أي خسائر، بدلاً من فتح منصة جني أرباح جديدة لها على طريقة المثل المصري (طالع واكل، نازل واكل).
وعلى دروب الخير نلتقي.