م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
القراءة: هي حالة اتصال بالسابقين والمعاصرين.. وهي الوسيلة الأولى للمعرفة والاطلاع على الإبداع بأشكاله وأنواعه وتفرعاته من آداب وعلوم وفكر وفنون وحكمة.. فبالقراءة تحيا العقول.. وتستنير الأفئدة.. ويستقيم الفكر.. والأمة التي لا تقرأ لا تعرف حلولاً لمشاكلها.
القراءة: تختصر الأزمنة والتجارب.. وإلا لأصبح على الإنسان أن يخترع العجلة مع صباح كل يوم جديد.. وقد عُني الإسلام بالقراءة إلى درجة أن أول توجيهاته كانت: «اقرأ».. ورفع منزلة القرآن من أن يكون مخلوقاً وجعله من كلام الله المتعلق بذاته.. فصار القرآن أزلياً كصفات الله جلت صفاته.. وبذلك صار القرآن شفاء وهداية.
القراءة: علاقة ثنائية - القارئ والكتاب - ليس فيها طرف ثالث ظاهر بما فيهم الكاتب.. وبذلك تتسم تلك العلاقة بأنها حيادية لا تؤثر في التلقي أو الاستيعاب أو القبول.. القراءة أيضاً تضيف إلى الحياة حياة أخرى.. فالحياة الواحدة كما يقول «العقاد» لا تكفي.. وليس من سبيل إلى حياة أخرى سوى القراءة.. فهي التي تضيف إلى خيالك خيالاً آخر وإلى فكرتك أفكاراً أخرى.
القراءة: سمة بشرية تتحول إلى مخزون معرفي ذي قيمة.. وهي وسيلة للتنزه في عقول الحكماء والتعرف على عادات الشعوب وتقاليد الأمم وإنجازات الحضارات وخبرات البشر.. فهي مدرسة مجانية وتثقيف ذاتي وقيمة مضافة.. تفتح عينيك وتوقظ أحلامك وتقودك إلى التغيير والتحول من حال إلى حال أفضل.
القراءة: اعتُبرت منذ فجر التاريخ فعلاً متميزاً وأحياناً فعلاً خطيراً.. وافتتحت الأحزاب الأيديولوجية عهودها بإحراق الكتب.. واستهدف الطغاة عبر التاريخ إبادة الكتاب.. لكن الآن تنادى الأمم بالقراءة وتشجع عليها.. وهنا يدعوكم الوطن للقراءة إذا كنت تحب نفسك.
ذاك فيما يخص القراءة.. أما ما يخص إشاعة فعل القراءة في مجتمعنا السعودي المعاصر فهي مهمة اضطلعت بها من ضمن المؤسسات الثقافية المعنية مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.. ومن أبرز أنشطتها في هذا المجال: ملتقى كتاب الشهر، مكتبة الطفل، ملتقى ثلاثاء مع كتاب، نادي ميلاد اليافعات، المكتبة المتنقلة، برنامج القراءة في المطارات، المكتبة الرقمية، المقهى الحواري، قطار القراءة، ملتقى صديقات الكتاب، أطروحتي، المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، صباحك قهوة وكتاب.. هذا إضافة إلى محفزات الإنتاج الثقافي والمعرفي مثل: جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة، والفهرس العربي الموحد.
إشاعة فعل القراءة في مرحلة التحول الوطني يسهّل التحول ويسرّعه.