د.عبدالعزيز الجار الله
انتظرنا لأكثر من (20) عاماً حتى يأتي قرار مقاطعة قطر لدعمها للإرهاب وهي التي تُمارس نوعين من الإرهاب: إرهاب تمويل الجماعات المارقة والمنظمات الطائفية والدعم السياسي الذي تحول إلى غطاء للإرهابيين بالخليج والوطن العربي، والإرهاب الثاني الإرهاب الإعلامي عبر محطة الجزيرة وجيش من الإعلاميين الذين لا يجيدون سوء الإذاء الإعلامي والأفعال المشينة ضد السعودية ودول الخليج والدول العربية.
انتظرت السعودية لأكثر من (20) عامًا والسعودية طوال هذه المدة تعمل بجملة من الأخلاقيات والقيم: احترام الجوار الجغرافي والدم العربي ومصالح الدول، لكن قطر تمادت وفهمت الرسالة على طريقتها، وردات الفعل العاقلة والمتوازنة من السعودية فسرتها بأنها ضعف وعجز، حتى جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، سلمان الحزم والعزم وأعطى قطر ما تستحقه من إجراءات لردعها عن طغيانها وتحجيمها وجعلها تعيد قراءة نفسها ومصالح شعبها المغيب منذ عام 1995م بعد الانقلاب الأبيض.
كانت السياسة والمنهجية الإعلامية السعودية رغم الخلافات ومعرفة بعض غايات قطر إلا أن السياسة والإعلام تلتزم ضبط النفس واتباع أسلوب المعالجات الإيجابية والابتعاد عن التصعيد على الرغم من أن محطة الجزيرة تتعمد الإذاء المباشر والضرر للسعودية وتبحث عما يقلق ويصعد، كانت تختار لحواراتها التلفزيونية أكثر الناس خصومة للسعودية، وتختار أكثر الضيوف قدرة على الفجور والكذب والافتراء، كانت التقارير التلفزيونية استفزازية وملفقة وتعتمد على الغمز واللمز والإيحاءات السلبية والتزوير من أجل تشويه سمعة السعودية، وتحاول أن تقلل من شأن الدولة والشعب عبر تجاهل أي تحقيق أو نجاح عالمي نقدمه في مجال السياسة والاقتصاد والتعليم، تعمل محطة الجزيرة على إنقاصنا وتجريدنا من أي نجاح وهذا ليس تجاهلاً إنما منهجية مبرمجة لإيصالنا لمشاعر الياس ثم الفشل.
لكن الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله في عاصفة الحزم والعزم قطع العلاقات السياسية، والاقتصادية، وكل أشكال الاتصال مع قطر حتى تعود إلى حجمها الطبيعي ولا تؤدي أدوار غيرها، وهذه المقاطعة أعادت لنا هيبتنا الإعلامية التي عانينا منها حين التزمنا الصمت احتراماً لديننا الإسلامي وللجور الجغرافي والأخوة الخليجية والدم العربي.