جاسر عبدالعزيز الجاسر
لا يمر يوم إلا وتعلن دولة أو أكثر أو بعض الشخصيات الدولية والإقليمية عن استعدادها للتوسط بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر ودولة الإمارات العربية ومملكة البحرين وحكام قطر.
هذه الدعوات ورغم فهم ومعرفة الدول الأربعة لأهداف ونوايا من يعرض الوساطة، إلا أنها لم ترفض بل رحبت بوساطة الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت لثقتها بهذا الشيخ النبيل والذي كرّس جزءاً كبيراً من حياته للقيام بالوساطات الناجحة.
أما وساطات الآخرين فكل له هدف ومأرب تعرفها الدول العربية الأربعة وتتجاهل حتى الرد عليها لأن بعضاً من أطرافها شركاء مع حكام قطر في التآمر على العرب جميعاً وليس على الدول الأربعة.
ولكي يكون واضحاً، وكمواطن سعودي وعربي لم يتلوث بأي ميل صفوي أو قطري ولا حتى شوفوني، إذ ولائي سعودي خليجي عربي، وطبعاً ضمن التزام إسلامي مؤمن بالإسلام نقياً صافياً وليس عباءة يرتديها من يروج لأفكار وأطماع عنصرية لتبنيه رغبات ناتجة عن نقص مثلما يحاول من يناطح الكبار رغم عدم نمو (قرونه).
بوضوح الصحراء وسمائها يقف السعوديون جميعاً وراء قيادتهم دعماً لقرارها بالتصدي لحكام قطر الذين يعبثون بأمن واستقرار المنطقة العربية ومنها بلادنا المملكة العربية السعودية.
ونحن نتساءل ونوجه سؤالنا لمن يعرض الوساطة والذي يقول إن (السعودية أمنها قوي وعليها أن تستوعب شقيقاتها من دول الخليج).
نعم والحمد لله السعودية قوية بأهلها وشعبها وأمنها الذي ينسجه أبناؤها شباباً ورجالاً، وكثيراً ما تحملنا تجاوز الأشقاء، ولكن عندما يصل الأمر إلى دعم المخربين والإرهابيين وتسهيل إرسال الأسلحة والأموال إليهم مثلما يحصل مع الإرهابيين في القطيف وأن تدعم حكومة قطر المجرمين الحوثيين في اليمن للاعتداء على الأراضي السعودية، وأن ترسل الدوحة الأموال وتتآمر مع القذافي سابقاً لصناعة ما يقولون عنهم معارضة وهم الشذاذ الذين خرجوا من البلاد المقدسة بقصد الارتزاق وهو الدور الذي تقوم به حكومة جماعة الأربعة في قطر بالتعاون مع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي ماذا نفعل تجاه كل هذه الأعمال المشينة، هل نتجاوز عنها لأن الذين يقومون بها يدّعون بأنهم أشقاء وهم أعداء؟ هل نظل نتعامل مع ذئاب بوجه رجال كما قال الراحل غازي القصيبي؟!
إن موقف المملكة العربية السعودية في التصدي بحزم لمن يمسكون بزمام قطر من جماعة الأربعة، هو دفاع شرعي عن أمن وسلامة المملكة العربية السعودية، ومساندة لمملكة البحرين الشقيقة، ودفاع عن أمن ورجال مصر العربية الذين يسقطون يومياً برصاص الإرهابيين المجرمين الذين تمولهم وتطلقهم قطر وحوشاً لقتل المصريين، والمملكة تقف بهذا الحزم لدعم سلامة وأمن مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة التي حاولت جماعة الأربعة في قطر اختراقه بشراء ذمم معتنقي فكر الإخوان الإرهابي. لكل هذه الأفعال الإجرامية التي لا يمكن أن يقبل بها أيّ داعٍ للوساطة أن تحصل في بلاده اتخذت المملكة موقفها الحازم ضد جماعة الأربعة الحاكمة في قطر، فإذا وجد من يسعى للوساطة قدرة على وقف كل إرهاب وأفعال حكام قطر لتتقدم بهذه الوساطة بأن يوقف إرهاب وجرائم حكام قطر ضد المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر ودولة الإمارات ومملكة البحرين جميعاً وحزمة واحدة، فأمن المملكة هو أمن مصر والإمارات والبحرين ولتعود قطر دولة مسالمة كدول الخليج وليست مخلباً للإرهاب والإجرام.